الخط والرسم الصيني.. الحرف كفنّ ومعنى

11 فبراير 2021
(من سلسلة رسومات "العصافير والخيزران"، القرن الثاني عشر)
+ الخط -

بحلول القرن الثالث الميلادي، بات الخط يُعامل كنوع من أنواع الفنون في الصين بل أصبح يعدّ من أرقاها، إذ لا يتطلّب الأمر مهارة ومعرفة بتقنيات الخطوط فحسب، إنما يعكس اتساع ثقافة الكاتب وفلسفته في الجمال وارتباط خطّه بالتناغم الروحي بينه وبين بيئته.

"الرسم والخط الصيني عن قرب" عنوان المعرض الذي افتتح في "متحف المتروبوليتان للفنون" بمدينة نيويورك في الحادي والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ويتواصل حتى السابع والعشرين من حزيران/ يونيو المقبل، بالاشتراك مع "صندوق جوزيف هوتونغ".

(لوحة "وين، دوق جين يستعيد دولته" للفنان الصيني لي تانغ (1050 – 1130) )
(لوحة "وين، دوق جين يستعيد دولته" للفنان الصيني لي تانغ (1050 – 1130) )

يعود المنظّمون إلى تاريخ الفنون في الصين ما قبل الحداثة، في إضاءة على تاريخ تعلّم الرسامين والخطاطين طرق النسخ، التي تتطلّب تعليماً مكثفاً لهذه الممارسة خلال سنوات، وتحديد الفروق الدقيقة في درجة لون الحبر والتشبّع ومعرفة نوع الخط. 

يضمّ المعرض مجموعة من الأعمال الفنية الأصلية مع تكبيرات فوتوغرافية لتفاصيلها، من أجل التمعّن في تفاصيل حركة الفرشاة، وملمس السطح على الورق والحرير، وتنفيذ الخطوط الذي قد يغيب عن المتلقي في النظرة الأولى، حيث كان الفنانون يسعون إلى نقل وعيهم بالحياة الداخلية للأشياء، بحسب المعتقدات الصينية.

(رسومات "قصائد دولة بن" تعود إلى منتصف القرن الثاني عشر)
(رسومات "قصائد دولة بن" تعود إلى منتصف القرن الثاني عشر)

تُعرض سلسلة أعمالٍ بعنوان "العصافير والخيزران" تعود إلى بدايات القرن الثاني عشر، في زمن الإمبراطور هويتسونغ، ثامن أباطرة عائلة سونغ وأكثرهم اهتماماً بالفنون، وتجسد هذه الرسومات أسلوباً واقعياً لرسم الزهور والطيور يعتمد دراسة لمشهد من الطبيعة وتمثيله بالكتابة الشعرية.

كما يشمل المعرض لوحة بعنوان "وين، دوق جين يستعيد دولته" للفنان الصيني لي تانغ (1050 – 1130)، وفيها يصوّر الدوق جين مستعيداً ولاية جين بعد أن قضى تسع عشرة سنة في المنفى، وهي تنتمي إلى رسومات كانت تمجّد فضائل الأسرة الحاكمة وتؤكّد شرعيتها.

إلى جانب بورتريه لـ بي شيتشانغ رُسم عام 1056 لفنان مجهول الهوية، وهي تعكس خطوط الفرشاة السمكية والاهتمام بأدق تفاصيل الأثواب التقليدية التي ارتدتها أسرة تانغ، وإلى جوارها تنقش كتابات بخط يستخدم في المعاملات والوثائق الرسمية.

وتُعرض أيضاً أعمال للرسام ما هيزي بعنوان "قصائد دولة بن" تعود إلى منتصف القرن الثاني عشر، وهي عبارة عن لفافات تحتوي ثلاثمئة وخمس قصائد من كلاسيكيات الشعر الصيني يرجّح أنها كُتبت بين القرنين الحادي عشر والسابع قبل الميلاد، وتظهر كتابتها نوعاً مميزاً من خطوط الفرشاة المتموجة، ويقال في الرواية الشعبية إن كونفوشيوس قد جمعها، ودرسها وحفظها علماء في الصين والدول المجاورة على مدى ألفي عام.

المساهمون