مرآة ومآرب
يومٌ أو اثنان
وتنبلجُ أساريرُ الشجرة
يتفتّحُ زهرها
وتخضرُّ أوراقها
وتواصلُ الأرضُ نشيدَ البدايات
الدمُّ الذي سال سيجفّ
والمطرُ الذي أبكى سيختفي
ومن طريقٍ مستقيمٍ إلى دربٍ متعرّج
ومن مرآةٍ إلى مآربَ أخرى
يتدحرجُ العمرُ
حجرٌ يسودُّ في البحر
ونخلةٌ تلقّحها نحلةٌ عابرة
وآياتٌ تصمدُ
ويصمدُ معها قمرٌ في عينين تائهتين
من صمودِ الأمل.
■ ■ ■
خفّةُ الولد
رجّةٌ من نجمةٍ في الكون
سالَ النهارُ على الليل
حياءٌ كانَ سيمضي
لولا سطوة في النور.
تعال يا ولد
الصرخة الأولى
أنشودةٌ في القلبِ
وما يليها
رشقاتٌ على فسيفساء الألم.
تعال
لقد كَسَّرَ الشوقُ أضلاعنا
وتعبتِ الأمُّ من الحملِ
والانتظار
تَعِبتْ من التفكّير بالمستقبل.
وتأتي عارياً
دونَ وعيٍ أو أحد
ودونَ معالمَ في الطريق.
سَتَلْبسُكَ كلُّ هذه الأشياء
وألوانُ الشجر
وسيرة الأمواجِ في البحر
سيلبسُكَ الكثيرُ الكثير.
ما عليكَ الآن
إلّا أنْ تستريحَ
قد تدركُ يوماً يا ولدي
أنَّ المستحيل
لقاءُ ما فيكَ
معك!
■ ■ ■
الحبُّ والبنت
الندى والصباح على وجهكِ
ولمعةُ العيون وسلاسةُ الماء
ولمسةُ الأوراق، همسُ الفصول،
أنهارٌ وأشجارٌ وجبال
تفيضُ من البسمةِ والعناق.
الحياةُ فراغٌ يُرقّصُ الهواءَ
نداءً للحياة
لولا الأرض تبْسطُ نورها
من لآلئ عينيك
إلى سحرِ اليدين.
يفيقُ القلبُ على نشيده،
عليكِ.
ابنتي يا ابنتي
الحبُّ كأنّهُ يكتملُ
طائرٌ يغنّي على السياج
لوردةٍ تخفقُ في الأفقِ
وكلامٌ كثير لا يُقال.
لولاكِ
لما اكتملَ القدر
ولا تجدّد المعنى.
■ ■ ■
عناقُ الحياة
إذا ما أحببتكَ يا ولدي
وزادَ الحبُّ
قمراً على بحرٍ
فلأنّ الحبّ
أنا وأنت
وما بيننا من أسرّار الأيام.
* شاعر فلسطيني مقيم في لندن