"الجمعية الفلسفية المصرية": ثلاثة أيام عن التداوي بالفِكر

10 مارس 2023
من مخطوطة عربية تعود إلى القرن الثالث عشر (Getty)
+ الخط -

إذا كانت مسألة العِلاج بالفلسفة قد ازدهرت، في المنشورات العربية كما في المنشورات الغربية، خلال العقدين الماضيين، فإن فكرة اللجوء إلى الفكر لمواجهة صعوبات الحياة وأسئلة الوجود تكاد تكون قديمة قِدَم الفلسفة نفسها.

ذلك أن الفلاسفة كانوا، منذ مفكّري المدرسة الرواقية الإغريقية في القرن الرابع قبل الميلاد، ومنذ الفكر العربي بدءاً من القرن التاسع للميلاد، قد لعبوا دوراً أساسياً في التنوير النفسي والأخلاقي وحتى الوجودي، بل إن بعضهم، مثل ابن سينا، جمع بين العمل الفكري والممارسة الطبّية، وهي أدوارٌ ستتركها الفلسفة مع الوقت لتشغلها، بدلاً منها، خطاباتٌ وممارسات حديثة، مثل التحليل والعلاج النفسيَّين أو الطب النفسي.

"الاستشارة الفلسفية والعلاج بالفلسفة" هو العنوان العريض الذي تُقيم تحته "الجمعية الفلسفية المصرية" مؤتمرها الدولي، والذي ينعقد في مقرّها بالجيزة (إلى جانب العديد من المحاضرات التي تُلقى عبر الفيديو)، بدءاً من صباح غد السبت وحتى ما بعد ظهيرة الإثنين المقبل.

ويشمل برنامج المؤتمر إحدى عشرة جلسة يشارك فيها باحثون وأكاديميون ومختصّون من مصر ولبنان والسودان واليمن والكويت والجزائر وإيران وإيطاليا. 

وتتناول الجلسات موضوعاتٍ عدّة متفرّعة عن سؤال المؤتمر الأساسي، حيث تلتفت أولى الجلسات (عند العاشرة من صباح غد السبت) إلى "الاستشارة النفسية بين النظر والعمل"، وتُلقى فيها أربع ورقات بحثية: "ما الاستشارة الفلسفية؟" لـ مصطفى النشار، و"فلسفة الاستشارة الفلسفية" لـ بهاء درويش، و"الاستشارة الفلسفية بوصفها فنّاً" لـ سامح الطنطاوي، و"دَور نظرية الوسائل التربوية الدافعة والمانعة في التنمية الأخلاقية للاستشارة الفلسفية" لـ عبد الراضي عبد المحسن.

وبعد هذه الندوة التي من شأنها تقديم الموضوع، تناقش ثاني الجلسات "البُعد الروحي والميتافيزيقي للاستشارة الفلسفية"، وهو نقاشٌ تستكمله الجلسة الثالثة، "البُعد العِلمي للاستشارة الفلسفية".

وتتركّز الجلسات الرابعة والخامسة والسادسة، بشكل أساسي، حول دور العلاج في الفكر العربي والإسلامي القديم، حيث يعود المشاركون إلى أفكار ابن قيم الجوزية والفارابي والغزالي وغيرهم من الأسماء، في حين يشكّل العلاج في الفكر اليوناني والغربي القديمَين موضوع الجلسة التاسعة، التي تستعرض لفلسفة الرواقيين ولأطروحات القديس أوغسطين وللحوارات السقراطية وغيرها.

وفي حين تُخَصَّص الحصّة السابعة إلى المتدخّلتين الإيطاليتين ريتا فيليريكو وباربارا جاي، فإن الجلستين الثامنة والعاشرة تستعرض نظريات معاصرة في العلاج الفلسفية لدى أسماء مثل جون بنيان وكارل بوبر وحنا أرنت، إلى جانب مناقشات لما يمكن للفلسفة فعله في زمن الذكاء الاصطناعي أو إزاء تجربة الشيخوخة.

أمّا آخر حصص المؤتمر، أي الجلسة الحادية عشرة، فتركّز على "الاستشارة الفلسفية والصحّة النفسية والاجتماعية"، حيث تُلقى فيها أوراقٌ حول الجانب التطبيقي للفلسفة ودوره في الاستشفاء، إلى جانب دوره في مواجهة التعصّب والانغلاق على الآخر والمختلف.

المساهمون