استمع إلى الملخص
- عقدت "الجمعية الإسبانية لأساتذة اللغة العربية" المؤتمر الدولي الثاني لتعليم اللغة العربية، بمشاركة واسعة من الجامعات والمدارس والمعاهد، لمناقشة أوضاع تعليم اللغة.
- ركز المؤتمر على الإبداع والحداثة في تعليم العربية، متناولاً استراتيجيات جديدة مثل الألعاب وتدريس فاقدي البصر، ودور الشعر والترجمة، واختتم بالاستماع إلى أصوات جديدة في الاستعراب الإسباني.
تحدّيات اللغة العربية في إسبانيا والعالم الناطق باللغة الإسبانية جمّة، لا سيّما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التراجع المستمرّ لعدد الطلّاب الإسبان الذين يُقبلون على تعلّم العربية في مراكز اللغات أو في الجامعات الإسبانية، ناهيك عن غياب أيّ خطاب رسمي من شأنه إعطاء العربية مكانتها، بالحديث عن إسهاماتها الفعّالة في بناء الهوية الإسبانية، استناداً إلى الإرث المشترك: الأندلس.
لمناقشة هذه التحدّيات وطرح أفكار جديدة لتجاوزها، وفي سعيها لتطوير اللغة العربية والبحث في سبل واستراتيجيات وطرائق جديدة لتدريسها، إضافة إلى تحليل الجوانب الشكلية والنظرية لتعليم اللغة العربية في إسبانيا وأميركا اللاتينية، عقدت "الجمعية الإسبانية لأساتذة اللغة العربية" Sociedad Española de Docentes de Lengua Árabe؛ والتي تُعرف بالأحرف اللاتينية الأُولى: "سيدلا" (SEDLA)، بالتعاون مع "جامعة أوتونوما" في مدريد و"جامعة سالمانكا" و"البيت العربي"، "المؤتمر الدولي الثاني لتعليم اللغة العربية"، يومَي الخميس والجمعة، بمشاركة عدد من الجامعات والمدارس الرسمية والمعاهد الخاصّة وأساتذة اللغة والأفراد المعنيّين بنشر العربية في جميع أنحاء العالم.
ناقش المؤتمر سياقات تعليم اللغة العربية وأوضاعه في الوقت الراهن
فعاليات اليوم الأوّل شملت محاضرات ونقاشات عدّة، وكان افتتاحها مع وليد صالح الخليفة، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في "الأوتونوما"، حيث تطرّق إلى وضع تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، في مقاربة للواقع والآمال. بعد استراحة قصيرة، بدأت مداخلات الجلسة الأُولى تحت عنوان "سياقات تعليم اللغة العربية وأوضاعه في الوقت الراهن"، حيث قدّم منذز يونس من "جامعة كورنيل" بالولايات المتّحدة ورقة تناول فيها الطرق التكاملية لتعليم العربية في الجامعات الأميركية، ثم تحدّث أنس الثويني من "جامعة الملك سعود" عن دور الإرث المشترك من الألفاظ المشتركة بين اللغتين العربية والإسبانية في تعزيز تعليم العربية. واستعادت إيمان حقي القواصي من "جامعة أوتونوما" الأندلس والحضور العربي في إسبانيا من أجل التشجيع على دراسة العربية. أمّا عبد الإله سويس من "جامعة أفييرو" بالبرتغال، فتناول وضع لغة الضاد في الجامعات البرتغالية. وكان ختام مداخلات الجلسة الأولى مع دولوريس نيثيا، التي تطرّقت إلى المستقبل، وأفاق تعليم اللغة والثقافة العربيّتين في الجامعات غير المتخصّصة.
مداخلات الجلسة الثانية كانت مخصّصة لمناقشة أحوال طلّاب اللغة العربية. فيكتوريا آغيلار من "جامعة مرسية" طرحت سؤالاً تردّد صداه في القاعة: هل نتعلّم الحديث بالعربية أو نتحدّث بالعربية كي نتعلّم؟ زميلتها في "جامعة سالامنكا" جوانا هيرنانديز أكّدت أهمّية الكتابة كطريقة للكفاء الذاتي وقدرة الطالب على التعلّم. ومن الكتابة، انطلقت إيمان لوميا من "جامعة مرسية" كي تعرض أبرز الأخطاء الكتابية التي يقع فيها طلّاب اللغة العربية في الجامعات الإسبانية.
مداخلات اليوم الثاني لم تكن أقلّ تنوعاً من حيث الموضوعات وعدد المشاركين، فقد افتتح خالد الشطيبي من "الجامعة الإسلامية الدولية" في ماليزيا الجلسة الثالثة عن الإبداع والحداثة في تعليم العربية بمداخلة عن الفنون المتّبعة في حلّ معضلة التحدّث وتطوير مهارات التواصل، متّخذاً من فنّ المناظرة مثالاً على ذلك. وقدّم كلٌّ من مهنا سلطان وبيتينا شنيل وسميرة علاني من "جامعة كوميياس" الخاصّة بمدريد مداخلة مشتركة عن الخطوات التي يجب على الطلّاب اتباعها لتفادي تبخّر أو تلاشي المعرفة في الهواء. ومن جامعة "خوان كارلوس" بمدريد أيضاً عرضت فايزة فكاي استراتيجيات جديدة في تعليم العربية في السياق الجامعي، معتمدةً بشكل رئيسي على الألعاب. أمّا صفاء رضوان من "جامعة أكسيتير" في المملكة المتّحدة، فتناولت تدريس العربية لفاقدي البصر. ومن الجزائر، قدّم كلّ من هشام بن سعد وعمارية قناوي مداخلة بعنوان "الخبرة والقابلية في اكتساب اللغة العرببة".
الترجمة والأدب والمثاقفة كان لها الحصّة الكبرى في مداخلات الجلسة الرابعة؛ حيث نوقش دور الشعر والترجمة وعمليات التبادل الثقافي في تدريس اللغة العربية. أمّا الجلسة الخامسة والأخيرة، فخُصّصت لسماع أصوات جديدة في الاستعراب الإسباني.