بات التوقّف التام للحياة الثقافية بسبب العودة إلى إجراءات الحجر الصحّي الشامل في تونس سبباً في الدفع إلى التفكير في الحلول الافتراضية التي بدت كخيارٍ مؤجّل خلال الفترة الأولى من موجات كورونا (ربيع وخريف 2020).
وجدت مقترحات العروض الافتراضية في البداية ردّ فعل سلبيّاً من معظم الفنانين، خصوصاً المسرحيين، حتى أن بعضهم رفض عرض أعمال قديمة ضمن توجّهٍ مفاده أن العرض المسرحي ينبغي أن يحفظ على علاقته الحية بالجمهور. وحتى الفنانون التشكيليين لم يستغلّوا بَعْدُ إمكانيات العرض عن بُعد، وسجّلت خلال عام كامل مبادرات قليلة في هذا الإطار، مثل معرض "لمسة مميتة" لـ سامي بن عامر.
أمّا الندوات والأمسيات الأدبية والفكرية فلم يبدأ استثمار التكنولوجيات الحديثة بشكل منتظم فيها إلا مؤخّراً مع إطلاق "شهر التراث" في 18 نيسان/ أبريل، وقد جرى الإعلان عن منصة ستبث المحاضرات المبرمجة عن بعد.
مؤخراً، بات اقتراح حلول افتراضية هو الشاغل الرئيسي لوزارة الثقافة، حيث أن المهرجانات التابعة لها بشكل مباشر راحت تقترح على الجمهور عروضاً تُقام في فضاءات مغلقة وتبثّ مباشرة على صفحات الوزارة، كما هو الحال مع تظاهرة "عرائس رمضان" التي تعنى بمسرح الدمى.
كذلك جرى الإعلان مؤخّراً عن تنظيم "المهرجان الدّولي للقصور الصحراوية" في مدينة تطاوين (جنوب تونس) بدون حضور جمهور، فيما سيجري بثّ عروضه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع طلب تطويع مختلف فقرات المهرجان ومواعيده الفنية إلى تقنية البثّ الرقمي.