بالتزامن مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، أعلنت وزارة الثقافة الجزائرية، أمس الثلاثاء، عن الغلق المؤقّت للفضاءات الثقافية إلى "حين تحسُّن الوضع الصحي"، مضيفةً، في بيان، أنّ القرار يُطبَّق على جميع الفضاءات الثقافية؛ بما في ذلك المسارح ودُور السينما ومكتبات المطالعة العمومية ودُور الثقافة والمتاحف والمواقع الأثرية.
وتُسجّل الجزائر، حالياً، أرقاماً غير مسبوقة في أعداد الإصابات بالفيروس؛ حيث أعلنت وزارة الصحّة، أمس، عن تسجيل 2521 إصابة خلال آخر أربعٍ وعشرين ساعة، وهي أعلى حصيلة في البلاد منذ بداية انتشار الجائحة في 2020.
مِن جهة أُخرى، أشار البيان إلى "ضرورة التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية" في المؤسّسات الثقافية، التي بات دخولها يستوجب استظهار "بطاقة تلقيح" ابتداءً من نهاية كانون الأوّل/ ديسمبر الماضي.
يعني الإغلاق توقُّفاً شبه تام للمشهد الثقافي، وهو ما يُذكّر بتصريحات مسؤولي وزارة الثقافة عن ضرورة "التفكير" في استحداث "فضاءات بديلة" للعمل الثقافي، من خلال الاعتماد بشكل أكبر على الفضاء الافتراضي. لا شيء من ذلك تحقَّق؛ إذ لا تزال الثقافة رهينة فضاءاتها التقليدية. وبعد أكثر من سنتَين على بداية انتشار الجائحة، لا يبدو أنَّ الثقافة في الجزائر، مثل غيرها من المجالات، أفادت شيئاً من هذه التجرُبة.
ويأتي الإغلاق بعد أقلّ من شهرين على الموعد الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة لإقامة الدورة الخامسة والعشرين من "معرض الجزائر الدولي للكتاب" (بين الرابع والعشرين والواحد والثلاثين من آذار/ مارس المقبل) بعد غيابه لسنتَين متتاليتين، وهو ما يُنذر بتأجيله مُجدّداً في حال ما استمرّت الإصابات بالفيروس في الارتفاع.