أدّت التطوّرات الذي شهدها علم الآثار إلى تأسيس علاقة جديدة بين المصادر النصية والمصادر المادية للتاريخ، كما كان لها تأثيرها الكبير في إعادة النظر في كثير من المسلّمات المتداولة، واكتشاف ملامح تاريخية أُخرى كانت مجهولة.
تنظّم كلية الآداب والعلوم الإنسانية في "جامعة محمد الخامس" بالرباط لقاء دراسياً تحت عنوان "التاريخ والأركيولوجيا: رؤى متقاطعة"، تنتظم أعماله اليوم وتتواصل حتى مساء الغد، بالتعاون مع "المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث".
يهدف اللقاء إلى تسليط الضوء على "المقاربات الإبستيمولوجية ومناهج البحث في التاريخ والتراث والأركيولوجيا، وإبراز الروابط والتقاطعات فيما بينهما، والنبش في أهم الإشكاليات الرئيسية كإشكالية التحقيب، والتعرف على آخر مستجدات البحث الأثري والتاريخي في المغرب، كما يهدف أيضاً إبراز أن التاريخ والتراث والأركيولوجيا هي روافد تصب جميعها في محيط واحد لا مجال فيه لتخصصات ضيقة"، وفق بيان المنظّمين.
يناقش إشكالية التحقيب ومستجدات البحث التاريخي والأثري في المغرب
يناقش الباحثون والأكاديميون المشاركون أربعة محاور أساسية، هي: التاريخ والأركيولوجيا كمقاربات ومناهج في البحث، وإشكالية التحقيب، ومستجدات البحث التاريخي والأثري في المغرب، والتاريخ والتراث كقضايا معرفية.
وفي تصريحات صحافية، أوضح الباحث عبد العزيز الطاهري، رئيس اللجنة المنظمة، أنه "إذا كان التراث هو كل ما وصل إلينا من الماضي، وما ورثناه تاريخياً من قيم وحضارة مادية ومعنوية من الأمة التي نحن امتداد طبيعي لها لنقله فيما بعد للأجيال القادمة، فالتاريخ هو العلم الذي يدرس الإنسان في تفاعلاته مع المحيط الذي عاش فيه ثم مع بني جنسه، مع العمل على رصد مستوى إنتاجه المادي والمعنوي، وهو أيضاً السجلّ الزمني الذي يسجل فيه التراث".
يتضمّن الملنقى عدّة أواق منها "التاريخ والأركيولوجيا: في البحث عن الحقيقة" لعبد المجيد القدوري، و"أهمية المصادر التاريخية في البحث الأركيولوجي: طوبونوميا المدن الدفينة أنموذجاً" لمحمد أوبيهي، و"من النص التاريخي إلى التحرّي الميداني، مقاربة منهجية لاستكشاف مواقع أثرية من الفترة الوسيطية" لمحمد بلعتيق، و"زمن المؤرخ وزمن المجتمع" لعبد الأحد السبتي، و"التحقيب من خلال الشواهد المادية: فترة ما قبل التاريخ في المغرب أنموذجاً" لعبد الحيل بوزوكار.
إلى جانب ورقة بعنوان "المغرب القديم في الأسطوريوغرافيا المعاصرة: تحقيبات ورهانات" لحميد عرايشي، و"إشكالية التحقيب بين البحث الأثري والاستقصاء الوثائقي: مقاربة منهجية إبستمولوجية من خلال مثال تاريخي" لمحمد صهود، و"التراث الفسيفسائي والطبي: نظرات متكاملة" للبيضاوية بلكامل وزهرة قنينبة، و"إسهام البحث التاريخي في تأثيث مراكز تأويل التراث" لمينة المغاري، و"ملاحظات حول حصيلة جديد الأبحاث في ميدان آثار ما قبل الإسلام" لمحمد أكبيري علوي.