هو مفردة للحكمة؛
الوحدة مرادف له،
ليس شكلاً للغياب، بل للنجاة،
هناك علاقة إثبات بينه وبين الاتهام بالجنون،
وعلاقة ضدٍّ بينه وبين الرتابة،
بيت لامرأة تشتغل/ تشتعل بالشعر للنجاة من الحوادث،
هويتي قرين له:
عدوّ للأشياء وتراكيبها،
للشكل وهيكله،
للخلخلة الناتجة عن المرور على جسر،
يريدونه جنيناً ميتاً؛
الرصيف ضفّة ليست له،
الاستعلاء كي يزيح الضوء ومصدره الخارجي،
الحدس كي يتساوى بالغيب ويقينه،
مذموم لشساعته،
قسوته على التماثل،
انتماؤه للتبدّل،
الفزّاعات كي يخيفها،
لا تخيفه الشياطين ـ التي تعرف اللعبة،
ولا الطيور الأسطورية التي لا تكف عن التغوط،
الدراما مع الآخرين شكل للعلاقة،
متنقّلاً بين الفجوات،
منتمياً إلى حرّاس الغابات،
وإلى الحطّابين لا إلى صنّاع الخشب،
وإلى تَغيّر مفاهيم الهندسة وموادها
لا إلى الخرسانة والأعمدة،
وإلى الشقوق لا إلى النوافذ،
وإلى السراديب لا الأبنية،
وإلى الكسر لا الانحناء،
هامشي إلّا في الخسائر،
يكتسب شغفة بالمباشرة،
ومعرفته بالتدريب،
تتكسّر أظافره ـ مشتبك مع الجماعات والمؤسّسة،
لا يحتاج إلى غيره إلّا كعاشق،
محتجب ويبدو طوفاناً،
بلا صوت ويبدو جوقة،
سرداب لكن ليس للمياه،
خندق لكن إلى الأعلى،
لا يُرى...
ثابت في تحوّلاته،
مشبوه بالاشتعال وبالمطر،
متّهَم بأنّه يزاحم الغيب في استخدام مادته
والقرابين في مواقعها،
العبث وجه آخر لفوضاه
الخلل معرّف وحيد له،
الإنجاز؛
أن لا يترك اللهب، أن يكون النار،
مركزيٌّ بفرادته، بالغيرية فيه،
ينسى النار، يتكوّم في الزوايا،
مسرحه العظام والأنسجة،
يقول ليختبر حباله الصوتية،
ليلتحق بالطيور،
هو أساس لميكانيكا الأشياء،
ليس وحياً،
ولا صوتاً غامضاً،
لا تعاويذَ أو تعاليمَ،
أو حتى ذاكرة محشوّة بالقش والعرق،
يقول: يخاف الشوارع المسكونة بالحنين
بالارتباك،
واللهاث؛
هذا الجسد.
هو بيت للمنفى،
أبحث الآن عن مصائر للقلق.
* شاعرة من فلسطين