شريعة ملكيّة
لا خضرةٌ في الماءِ،
لا أثرٌ على السّروِ السَّعيدِ،
ولا أنا جَرَسٌ خَفيضٌ يطلق الأصوات جهراً،
كلّ ما في الأرضِ محراثٌ لخيلي.
عفّري يا خيلُ
إني سابقٌ روحي إلى حتفِ الغُبارِ
وسَرجُ أيّامي... سِراج.
الضوءُ يركب ظلّهُ
لينال من خصمي
التمهّلُ
كلّما سنّ الشُعاعُ شريعةً ملكيّةً بالعاج.
لماذا يا وصيفاتِ السياج؟
رسالتي غبشٌ
ومرآتي زجاج.
■■■
معرفة
أعرفُ المِلحَ من نظرةٍ، لا مَذاق.
أعرفُ النّاسَ من باطنِ الكفِّ، والكتفينِ،
وعند العِراكِ، وعند العِناق.
أعرفُ النجمَ ينأى، ويتركُ ضوءاً لهم:
هؤلاء الرّفاق.
أعرفُ الشِّعرَ بالشِّعرِ؛ من سعيهِ والتأنّي؛
ومن قلبهِ في الطّباق.
أعرفُ الحُبَّ من أجلهِ،
أعرفُ الحُبَّ من فِتنةٍ، لا اشتياق.
■■■
مناعات
أَضِنُّ بما جلدتُ من صِفاتٍ نادمة،
وما أخذتهُ
من مناعاتٍ في الحَليب الحُرّ،
ومن أعرتهم لِساني فأطلقوهُ
حتى انزويتُ
إلى فِطرة الصّمت.
إننّي خارجٌ
من مُستقبلِ هذا اللّيل العزيز
إلى تلك الأيّامِ الوسيعةِ أمس،
الأخطاءُ الفريدةُ ذريعتي،
والانتماءاتُ الجديرةُ بالعُشب.
■■■
قامة
جابت جَوارِحَها،
وجرّحتِ الجليدَ على يديها،
كلّما نظرت إلى مُستقبلِ المعنى؛
تداعت للغموض.
هي فطرةٌ وفصاحةٌ أُولى،
وتكتبُ بالطّباعِ الشيمةَ العُليا.
أنا ماضٍ أُضارِعُها!
وأتركُ عندها عِنَباً كريمَ اللّونِ؛
أعني عينهُ سوداء.
وأتركُ
قامةً في البُنِّ
تكسرُ ظلّها... بالكَستناء.
■■■
أنتِ أجملُ منكِ
أمس،
طوّقتُها في حُدودِ المسرّةِ:
وردة نومكِ؛
نظرتكِ الخُلّبيّةُ؛
عيناكِ
في آخر الليل؛
تلتمعانِ ولا تهدآن.
كان أعلى جبينكِ حُرًّا
وكانت يداكِ
على وُسعِها حُرّةً
في المكان.
كما لو تجارين نفسكِ
في النردِ،
لو تربحينَ الرّهان.
أنتِ أجملُ منكِ
ولا
تعرفين
من الحُبّ
ما حَظُّكِ الآن!
■■■
وعود
عِدنا على عَلَقٍ وأنخابٍ مُفهرسةٍ وإطراقٍ طويل. عِدنا. تعودُ إلى القراءاتِ الكريمةِ دون تلقينٍ وَرُقيا، واصطبر لسماعنا. عِدنا تَصِحُّ، وعندما تسعى إلى الأجسامِ علّمها المناعةَ في عقاقيرَ وماء. عِدنا وقل طاووسكم زهوُ الفراغِ وزهرةٌ مَقطوعةٌ من لونها الأخّاذِ، عِدنا، واكتمل في الليلِ، مَن في الليلِ يجتازُ القرينةَ بالمصابيح الوجيزةِ، ثمّ تنطفِئُ المجرّةُ في هواه. عِدنا على بحر الصواري أن تجوب الطلعة الأولى لاسمكَ، ثم تَلفظهُ أباريقُ الغرق. كبداً على شرف الملوحةِ كلّما نازلتها في القاعِ، عِدنا. إنّما عِدنا، ولا تُشفِق علينا.
* شاعر من فلسطين