الاستيقاظ في عرض البحر

10 سبتمبر 2022
يوردان إفتيموف
+ الخط -

إل دورادو

يَستخرجونَ الطَّحالبَ من الظَّلامِ
والأمواج خَطِرة! ومع أنّهم واعون بذلك
لكنّهم يعملون - 
حزنٌ
من الرذاذ الإلزامي الذي في هذه الحِرفة.

يسحبون ببطء رويداً رويداً
على جانبٍ واحدٍ من زورقهم
سلاسلَ من الطَّحالب المُسودَّة التي ما تزالُ عديمةَ الرائحة
ثم، يُرشّون
بقطراتِ الكريستال والفاقة،
يلقونها على الجانب الأيمن.
إنّها ثقيلة
وتهزُّ الزورق مثل الأريكة.

عملُهم سهلٌ عليهم: عندَ الفجر
لقد جهّزوها بالفعل -
لا شكّ.
ويأتي شتاءٌ أبديٌّ وخادع.


■■■


الرجاء الصالح

في بحرٍ من الرِّمال، في الجبال
عالٍ، هناك بعيدٌ جدّاً
طريقٌ متعرّج، درب حطّابين
أو دربٌ صقلته عواصفُ الصيف،
ومَن ينحدر عليه برفق
على قدميه
سيستطيع تملُّكه. بمجرَّدِ أن سرتُ عليه أيضاً،
مشيتُ إلى ما لا نهاية (ممسوساً بالشياطين)،
بقسوةٍ نكزتُ حماري
كنَّا نتحرَّك بسُرعة.
المنحدرات لم تُتعبنا. نوعٌ من الجنون
استولى علينا. كانت الغِربانُ تهاجمنا
وترشّ علينا روثَها. نسيمٌ أدركنا
قادمٌ من البحر المفقود القريب.


■■■


ألم يكتشفوا غيابي بعد؟

غطّ في النوم على الفراش
واستيقظَ في عرض البحر.

كم عددُ المكالمات الفائتة المعروضة على هاتفه المدفون في الرمال؟
أم أنّه لم يُعثَر على أيّة إشارة في هذا الخليج القَفر بعد البحث؟
هل سيأتي الغروب قريباً بما يكفي؟
إنّ الاحتراق في عرض البحر يؤلمُ أكثر
من الاستنشاق بعد الضحك.

ألم يكتشفوا غيابي بعد؟

يدّعي صديقٌ أنّ الهائم في البحر قد أُنقذَ فعلاً.
إنّ مصير البحّار التائه هو الذي سيكون مروّعاّ.


■■■


طريق طويل

ستكون قد وجدتَ طريقك 
فقط عندما تدركُ أنّ ألم السَّاق
لا يأتي من المشي الطويل
ولكن مِنَ التوقُّع.


بطاقة

Yordan Eftimov شاعر وناقد أدبي بلغاري من مواليد مدينة رازغراد عام 1971، يقيم في العاصمة صوفيا، حيث يدرّس نظرية الأدب في "الجامعة البلغارية الجديدة". صدر له أكثر من خمسة عشر عملاً بين شعر ونقد، من بينها "ميتافيزيقات" (شعر، 1993)، و"شعرية الاتفاق والاختلاف: الأدب البلغاري والأيديولوجيا بين 1950 و1990" (نقد، 2013).

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون