"الاستيطان في أحياء القدس": دراسة لبُنية السرقات الممنهجة

"الاستيطان في أحياء القدس": دراسة لبُنية السرقات الممنهجة

04 مايو 2023
أعمال البناء في مستوطنة "رامات شلومو" في القدس المحتلّة (Getty)
+ الخط -

في ندوة نظّمتها "جمعية الثقافة العربية" في حيفا أمس الأربعاء، تحدّث الباحث أحمد إمارة حول كتابه "الاستيطان في أحياء القدس.. البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح" الذي صدر نهاية العام الماضي، والذي يتناول فيه أنشطة الجمعيات الصهيونية في إطار مشروع تهويد المدينة.

وشارك في الندوة ــ التي عُقدت بالتعاون مع "المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية – مدار"، ناشرِ الكتاب ــ كلّ من الباحثين وليد حباس وسامي إرشيد، إلى جانب المؤلف، وأدارها الصحافي طارق طه.

وأشار أمارة إلى أن الكتاب يعالج ظاهرة مختلفة عن الاستيطان الإسرائيلي الكلاسيكي، الذي يتمثّل في مصادرة آلاف الدونمات من قِبل الحكومة الإسرائيلية وتخطيط لمدن وبلدات وأحياء كاملة، أي من الدولة الى الأسفل، فيما يتناول المؤلّف نشاطات الأفراد والجمعيات الاستيطانية مثل "إلعاد" و"عطيرت كوهانيم" وغيرهما،  في البلدة القديمة وسلوان والشيخ جرّاح بشكل خاص، في سياق مشروع تهويد المدينة المحتلّة.

يتناول الكتاب أنشطة الجمعيات الصهيونية في إطار مشروع تهويد مدينة القدس

وأوضحّ أن الكتاب يحلّل في فصول مختلفة البنية التحتية القانونية التي تعتمدها هذه الجمعيات، من أجل الاستيلاء على بيتٍ وتحويله الى بؤرة استيطانية أو من أجل الاستيلاء على بيت آخر، وكيف تدعم سلطة الاحتلال الإسرائيلي عمل هذه الجمعيات الاستيطانية، حيث يتم التعامل الرسمي مع الاستيلاء على البيوت وإخلاء العائلات الفلسطينية باعتباره محض خلاف قانوني عقاري بين أشخاص، في إنكار لحقيقة أنه تعدٍّ بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، فضلاً عن كونه خلافاً سياسياً، كما أن هناك دوراً كبير للحكومة الإسرائيلية متمثّلة ببلدية القدس ودوائر التخطيط والبناء وزارة الإسكان ودائرة الأراضي.

ولفت أمارة إلى أن كل هذه المؤسسات تلعب بشكل أو بآخر دوراً من شأنه أن يمكّن الجمعيات الاستيطانية من فرض أهدافها عبر الاستيلاء على عدّة بيوت وعقارات داخل الحيّ الإسلامي وحي النصارى وسلوان والشيخ جرّاح، وفي أحياء خرى مثل بيت حنينا وشعفاط.

الصورة
غلاف الكتاب

أمّا إرشيد، فأكّد أن الكتاب يضع قضايا الاستيطان داخل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية في إطار أكاديمي، مبيّناً خصوصيتها واختلافها الكلّي عن أي قضايا استيطان أخرى، الأمر الذي يغيب عن كثير من المشتغلين في القانون، حيث يسعى العمل إلى تبيان أمور شائكة تفسّر طبيعة قرارات المحاكم الإسرائيلية.

من جهته، لفت حباس إلى أن الكتاب ينتمي إلى دراسات الاستعمار، لكنه يدرس ظاهرة الاستعمار من أسفل إلى أعلى، ويوضّح آلياتها لدى المستوطنين واللوبيات التي يشكّلها عبر الجمعيات، وطبيعة أنشطتها التي تتمايز عن المشروع الرسمي للسطات الإسرائيلية.

يُّذكر أن كتاب أحمد إمارة يتناول التغيرات الحاصلة في مشهد تهويد القدس، من خلال عرض شكل الاستيطان الحديث في قلب الأحياء المقدسية، والتي تديره وتحرّكه الجمعيات الاستيطانيّة بالشراكة مع المؤسسات الرسميّة الإسرائيليّة، ويكشف عن الممارسات القانونية والسياسية والإدارية التي تقوم بها الجهات للتضييق على المقدسيّين في أرضهم وأماكن سكناهم.

ويتوزّع العمل على أربعة فصول رئيسية، هي: نظام الأراضي في فلسطين، والاستيطان في قلب القدس القديمة داخل الأسوار، والاستيطان في قلب سلوان، والاستيطان في قلب حيّ الشيخ جرّاح.

المساهمون