في الثامن عشر من الشهر الجاري، وبالتعاون مع "قسم الدراسات العربية" في "جامعة قرطبة"، أعلن "البيت العربي" في مقرّه بمدينة الفيلسوف الأندلسي ابن رشد، عن بدء سلسلة من ثماني محاضرات تتناول الأندلس، بإشراف الأكاديمي خوان بيدرو مونفيرير، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة.
تناولت المحاضرة الأولى، التي ألقاها مونفيرير بعنوان "الأندلس، موضوع دراستنا"، مجالات مختلفة من الدراسات الأندلسية التي يطوّرها المتخصّصون في الدراسات العربية في الجامعات الإسبانية، بهدف التأكيد على الأندلس كجزء من الهوية الإسبانية، لا سيّما بعد طمس متعمّد لهذه الفترة التاريخية التي امتدّت بين عامي 711 و1492.
وقدّم الباحث الإسباني في محاضرته الأولى رؤية بانورامية لوضع الدراسات الأندلسية في إسبانيا، وكانت بمثابة مقدِّمة نظرية وتاريخيّة لما سيأتي بعدها من محاضرات أكثر تخصّصاً، تشمل مجالات المعرفة كافة؛ التي برع فيها الأندلسيون وطوروها في شبه الجزيرة الإيبيرية خلال فترة وجودهم فيها؛ إذ شملت الآداب، والعلوم، والجغرافيا، والفلسفة، والتاريخ وغيرها.
ولم يتردّد مونفيرير في الإشارة إلى الرواية الرسمية المتعلّقة بالأندلس، التي ساهمت في نشرها ديكتاتورية فرانكو، والقائلة بأن العرب احتلّوا الأندلس، قبل أن يتمّ طردهم من قِبَل الملوك الكاثوليك. كذلك أشار مونفيرير إلى حقيقة حذف الفترة الأندلسية من كتب التاريخ الإسبانية، سواء في المدارس أو الجامعات، الأمر الذي تغيّر مؤخّراً، لا سيما بعد مرحلة الانتقال الديمقراطي.
واستكمالاً لسلسلة المحاضرات، من المفترض أن يُلقي الأكاديمي بيدرو باوديو، من "جامعة كومبلوتنسي" بمدريد، في السابع من حزيران/ يونيو المقبل، المحاضرة الثانية، والتي تحمل عنوان "الأندلس وآدابها"، حيث سيتناول فيها بشكلٍ مفصّل إسهامات الأدباء الأندلسيين في مجالات الشعر والنثر.
أمّا المحاضرة الثالثة، فسيلقيها أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في "جامعة برشلونة" ميغيل فوركادا، في الرابع عشر من حزيران/ يونيو المقبل، وستكون بعنوان "الأندلس والإنتاج العلمي".