"الأمل في زمن الديستوبيا".. سُلطوية قاومتها الشعوب والفنون

15 يونيو 2024
يضمّ المعرض أعمالاً لأكثر من ثلاثين فنّاناً عربيّاً
+ الخط -
اظهر الملخص
- "الأمل في زمن الديستوبيا" معرض جماعي بمؤسسة دلول للفنون في بيروت يستكشف تأثيرات النيوليبرالية والاستهلاك عبر أعمال تعكس الواقع العربي والتحديات الفلسطينية، مستلهمًا من أدب الديستوبيا كـ"1984" و"عالم جديد شجاع".
- يبرز المعرض قضايا مثل السيطرة الاستعمارية، الأزمة المالية اللبنانية، والإبادة في غزة، مع تسليط الضوء على الانتفاضات الشعبية والواقع المعاش في العقد الثاني من الألفية الثالثة.
- يضم المعرض أعمال فنانين مثل جمانة عباس وأيمن بعلبكي، معالجة موضوعات مثل المراقبة، اللاجئين السوريين، وتكريم شيرين أبو عاقلة، مقدمًا رؤية فنية غنية تجمع بين الأمل والتحدي في زمن الديستوبيا.

"الأمل في زمن الديستوبيا"، عنوان معرض جماعي مُقام حاليّاً في "مؤسّسة دلّول للفنون" ببيروت، ويتواصل حتى الخامس عشر من آب/ أغسطس المُقبل، حيث تُستلهَم رؤية المجموعة المقترحة من ثيمة أدبية سبق أن قدّمتها روايات مثل "1984" لجورج أورويل و"عالم جديد شجاع" لألدوس هكسلي، مع إضافة أبعاد أُخرى عليها مأخوذة من واقع الممارسات السلطوية في يومنا الراهن، كالاقتصادات الرأسمالية العالمية والتدهور البيئي، والصناعات التقنية وقوّة الشركات، والمجمّعات العسكرية، وأجهزة المراقبة.

تعكس الأعمال مفهوم التحوُّل النيوليبرالي وارتداداته الاستهلاكية على مستوى العالَم، إلى جانب نقلها خصوصيّة الواقع العربي في العقد الثاني من الألفية الثالثة، والذي شهد عدداً من الانتفاضات الشعبية التي قُمعت بعنف، كما تُحاول وصل هذا الإطار العامّ بما تشهده فلسطين اليوم من إبادة جماعيّة مُتواصلة في غزّة منذ ثمانية أشهر، تجاوز عدد شهدائها الأربعين ألفاً. وفي هذا السياق، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ "مؤسسة دلّول" كانت قد اختتمت في منتصف نيسان/ إبريل الماضي، معرضاً مُخصّصاً عن التشكيل الفلسطيني بعنوان "أمير غزّة الصغير"، وهذا ما يُشير إليه تقديم المعرض الحالي.

أعمال تعكس الواقع العربي في العقد الثاني من الألفية الثالثة

تحضر أبراج المراقبة والكاميرات والأسلاك الشائكة بقوّة في أعمال الفنّانين الفلسطينيّين المشاركين في المعرض؛ مثل جُمانة عبّاس وعامر شوملي وعبد الرحمن قطناني وميشال حلّاق، وأغلبها مشغولة بين عامَي 2010 و2024، وتمثّل واقعاً مُحتلّاً تطغى عليه مفاهيم السيطرة الاستعمارية التي تُجزّئ الأجساد المقاومة وتنبثُّ في خصوصيّة الأمكنة.

الصورة
المعاطف - القسم الثقافي
"المعاطف" لـ ياسمين نيستن، 2023

كذلك يحضر اللّاجئون السوريّون في مجموعة أعمال لساندار عيسى، أنجزتها عام 2013، وفي أحدها نرى طفلاً يعبر من ضفّة إلى أُخرى فوق خشبة هشّة وتحتها فجوة عميقة. بينما يقدّم التشكيلي اللبناني أيمن بعلبكي عدّة أعمال من بينها "مسرح بيكاديللي" (2019)، في إشارة إلى المسرح الذي كان أيقونة فنّية وثقافية قبل أن يحترق عام 2000، وقد أُعلِن عن نيّة ترميمه مراراً دون تنفيذ؛ وعملاً نحتيّاً آخر أنجزه هذا العام بعنوان "المُلثَّم"، في استكمال للوحته الشهيرة التي سحبتها دار "كريستيز" من مزاد في لندن في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

ومن الثيمات اللبنانية التي تُطالعنا في المعرض، أيضاً، الأزمة المالية وزمن الانهيار الذي يعيشه البلد منذ 2019، حيث تصوّر ياسمينة نيستين متظاهرين يُحطّمون واجهة أحد المصارف، ويقترح هادي سي على عملة الدولار فئة جديدة هي "الصفر"، في عمل له بعنوان "الخوارزمي"، كما يوجّه تحية في "صحافة" (2022) إلى روح المراسلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة.   

الصورة
صحافة - القسم الثقافي
"صحافة" لـ هادي سي، 2022

 
من الفنّانين الآخرين المُشاركين في المعرض: حسين شريف، وسلطان بن فهد، وياسمينة هلال، وساندرا عيسى، وعلا الجريدي، ومحمد سعيد بعلبكي، وعمر اللهيب، وسليم معوّض، ومحمد أحمد إبراهيم، وياسمينة نيستين، ومروان شمّاع، وسارة أبو مراد، وألفريد طرزي، وزياد عنتر، وخالد حوراني، ومهى ملّوح، وكاتيا طرابلسي، وليلى جبر جريديني، ومحمد أحمد إبراهيم، ويوسف نبيل، وفؤاد الخوري، وجوزيف الحوراني، وعبد الرحمن قطناني، ورانيا مطر، وماندي الصايغ.

المساهمون