الأمتار الأخيرة قبل "القاهرة للكتاب": طوابير موسمية أمام المطابع

26 يونيو 2021
خلال افتتاح دورة سابقة من "معرض القاهرة الدولي للكتاب" (Getty)
+ الخط -

قد يبدو الأمر ظاهرة صحية، لكنه ليس كذلك إذا نظرنا إلى الأمور بعمق أكبر. قبل كل معرض كتاب في إحدى المدن العربية، نجد موجة من الإصدارات الجديدة المتلاحقة، وهو ما يشكّل حالة تبايُن حاد مع حالة الفتور في حركة النشر بقية العام.

تعيش مصر هذا الوضع خلال هذه الأيام التي تبدو مثل سباق محموم ضدّ الوقت تخوضه دور النشر قبل انطلاق "معرض القاهرة الدولي للكتاب" في 30 حزيران/ يونيو الجاري. وعلى الرغم من كون هذا الأمر بات من تقاليد صناعة الكتاب، فإنه يبدو أنه يسير هذا العام بنسق أعلى نظراً لأن المعرض لم ينتظم منذ سنة ونصف، وهو ما أثّر على إنتاج الكتب، وجعل الدورة الجديدة بمثابة طوق نجاة (تجارية) لمعظم دور النشر.

مثلاً، أعلنت "هيئة قصور الثقافة" عن إطلاق سبعة كتب دفعة واحدة منذ أيام، منها: "العلم والدين في الفلسفة المعاصرة" لـ إميل بوترو بترجمة أحمد فؤاد الأهواني، و"هايدغر والنازية" لعبده كساب، و"في الطريق إلى الفنون المعاصرة" لفاروق يوسف، و"طبيخ الصعايدة: دراسة حول الطعام وأنماط التغذية الشعبية في صعيد مصر الأوسط" لدرويش الأسيوطي، و"العمارة الشعبية والتغيير الثقافي في صعيد مصر" لمحمد شحاتة العمدة.

تظهر حالة من الانبعاث المفاجئ لحركة النشر قبيل تنظيم معارض الكتب

وأعلنت منشورات "الكرمة" عن صدور الجزء الأول من كتاب "أخي العزيز: مراسلات حسين وجلال أمين"، وإطلاق رواية نيل غيمان "كتاب المقبرة" بترجمة أحمد خالد توفيق، ويصدر عنها أيضاً كتاب "في غرفة الكتابة" لمحمد عبد النبي، كما يجرى تقديم طبعة جديدة من كتاب صلاح عيسى "رجال مرج دابق: قصة الفتح العثماني لمصر والشام".

وعن "آفاق"، يصدر مع المعرض كتاب في أدب الرحلة لجرجس شكري بعنوان "كل المدن أحلام"، كما جرى الإعلان عن إطلاق ترجمة يوسف نبيل لرواية "جريمة في حفلة صيد" لـ أنطون تشيخوف، وكتاب "التطوّر.. الإيثار.. الحمض النووي" لأحمد سمير سعد.

وأعلنت "دار صفصافة" عن صدور "لغز مايو 1968" لـ آلان باديو بترجمة أحمد حسان، و"مورفولوجيا سرود بوكاتشو" لرشيد بوشعير، ويمكن قياس الأمر ذاته كّلما ولجنا صفحات معظم دور النشر المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي الحقيقة، ليست مصر استثناء في كلّ ذلك. لقد حدث الأمر ذاته من تلاحق الإصدارات الجديدة منذ أيام حين انتظم "معرض بغداد الدولي للكتاب" فتهاطلت المنشورات العراقية لبضعة أيام، وكذلك في تونس مع "المعرض الوطني للكتاب التونسي" الذي يختتم غداً الأحد.

القاعدة هي ذاتها كل مرّة: حالة من "الانبعاث" المفاجئ لحركة النشر تحدث قبل أسبوع من تنظيم معرض كتاب في هذه المدينة أو تلك، كأن صعقة كهربائية تضرب جسداً شبه ميّت فينتفض لحظات ليعود إلى ما كان عليه، وهو ما يشير إلى علاقة مناسباتية - زبونية مع الكتاب، فالناشرون لا يغامرون بالطبع إلّا حين يضمنون سوقاً تستوعب إنتاجهم، لكنهم أيضاً يتغافلون عن مسالك كثيرة ممكنة تصل بين الكتاب وقارئه خارج "الأسواق" التي نسمّيها في العالم العربي - على سبيل المجاز - معارض كتب.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون