"اضطرابات النيل".. قصة السودان الجماعية

20 يونيو 2024
لوحة لراشد دياب (من المعرض)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تطور الفن السوداني المعاصر منذ منتصف القرن العشرين، معبرًا عن التراث الثقافي الغني والتحديات الاجتماعية والسياسية للبلاد، حيث استخدم الفنانون التعددية الثقافية لاستكشاف الهوية والتاريخ.
- "اضطرابات النيل"، معرض جماعي في مدريد يضم أعمالًا لأحد عشر فنانًا سودانيًا، يعكس الغضب والألم الناتجين عن الأحداث بين 2018 و2019 في السودان، مستخدمًا تقنيات حديثة وتجهيزات سمعية وبصرية.
- يسلط المعرض الضوء على الرحلة التاريخية للسودان ويقدم قصة جماعية تعبر عن التغيير والأمل نحو المستقبل، محاولًا بناء جسور ثقافية بين الإسبان والسودانيين ومعالجة الفجوة في المشهد الفني بمدريد.

منذ النصف الثاني من القرن العشرين، تطوّر الفن السوداني المعاصر إلى مشهد حيوي وديناميكي يعكس التراث الثقافي الغني للبلاد ومجتمعاتها المتنوّعة وواقعها الاجتماعي والسياسي المعقّد. وقد تمكّن الفنّانون السودانيون، سواء داخل حدودهم أو في الشتات، من توظيف التعدّدية الثقافية الفنّية في معالجة مجموعة واسعة من الموضوعات والثيمات، التي غالباً ما مزجوا فيها بين التأثيرات التقليدية والأساليب الحديثة، وذلك من أجل استكشاف الهوية والتاريخ والتحديات الاجتماعية.

"اضطرابات النيل" عنوان معرض جماعي افتتح في "البيت العربي" بمدريد في السابع من آذار/ مارس الماضي، ويستمرّ حتى الأحد المقبل. يضمّ المعرض، الذي يشرف عليه الفنّانان السوداني رحيم شداد والبرتغالي أنطونيو بينتو ريبيرو، أعمالاً لأحد عشر فنّاناً سودانياً، هُم: راشد دياب، ومحمد عتيبي، وطارق نصري، والطيب ضو البيت، وياسمين عبد الله، وبكري معاذ، وحسن كامل، ومسكة محمد، وريم الخيالي، ووليد محمد، سناد شريف.

تعالج اللوحات المعروضة الرحلة التاريخية للسودان المليئة بالخسارة والألم والعنف، حيث يسعى الفنانون المشاركون إلى عكس الغضب الناتج عن الأحداث التي وقعت في البلاد بين 2018 و2019، وذلك عبر استخدام التقنيات الحديثة في الرسم، من أجل عكس قصص الواقع، إضافة إلى القصص التجريبية المدعومة بالتجهيزات السمعية والبصرية.

الصورة
من المعرض
من المعرض

وعلى الرغم من خصوصية الموضوعات التي يطرحها كلّ فنان في لوحاته، إلّا أنّ زائر المعرض سيلاحظ أنّ الأعمال المشاركة ليست عشوائية، بل تعكس قصّة السودان الجماعية وتغيّراته وتحرّكاته نحو المستقبل، إضافة إلى الابتعاد عن تقديم نظرة الضحية بسبب الهشاشة التي تخلّفها الصراعات المسلّحة، لصالح تقديم مشهد قوي يعبّر عن التغيير الذي يطمح إليه هؤلاء الفنّانون.

يمثّل المعرض نقطة لقاء ومحاولة لإقامة علاقات ثقافية دائمة بين الإسبان والسودانيّين عن طريق الفنّ، إذ يسدّ فجوة في المشهد الفنّي بمدريد، الذي لا يعرف شيئاً عن السودان والأحداث التي تجري فيه.

المساهمون