صدر للشاعر الفلسطيني الراحل حسين البرغوثي (1954- 2002) ستة عشر كتاباً، في الشعر والرواية والنقد والسيرة، ربما يكون أشهرها على نطاق عربي "الضوء الأزرق" الذي جمع السرد بالسيرة بالتأملات، إلى جانب كتبه "سأكون بين اللوز" و"الفراغ الذي رأى التفاصيل" و"الضفة الثالثة لنهر الأردن" و"ما قالته الغجرية" و"سقوط الجدار السابع: الصراع النفسي في الأدب".
ولد حسين البرغوثي في رام الله ودرس العلوم السياسية في جامعة بودابست في هنغاريا، ثم درس الأدب الإنكليزي في جامعة بيرزيت وتابع دراساته العليا في الأدب المقارن في جامعة واشنطن، عاد إلى رام الله عام 1997، وسرعان ما أصابه سرطان الرئة ورحل فيها عام 2002.
حول البرغوثي وتجربته صدرت عدة أفلام وثائقية وأقيمت العديد من الندوات العربية والعالمية التي تناولته كاتباً وأستاذاً جامعياً وإنساناً، واليوم بمبادرة من مركز خليل السكاكيني في رام الله ينطلق مشروع "استحضار حسين البرغوثي"، والذي يسعى إلى جمع أرشيفه وفتح باب التفاعل مع كتاباته بوسائل فنية مختلفة.
المرحلة الأولى من المشروع، الذي يقام بدعم من مؤسسة روزا لوكسمبورغ، تتمثل في إطلاق الموقع الإلكتروني له، وحول هذه المرحلة يقيم "السكاكيني" لقاء عند الرابعة من مساء الثلاثاء، 22 من الشهر الجاري، بمشاركة ملك عفونة، القائمة على المشروع والتي سوف تقدم تعريفًا عن فكرته وأهدافه ورؤيته، وتستعرض الموقع الإلكتروني وكيفية التفاعل مع أقسامه.
تجري أرشفة أغراضه الشخصية التي تحكي عن علاقته بعائلته وأصدقائه وطلابه ومريديه
يمر المشروع بثلاث مراحل: الأرشفة، والإنتاج والبحث. يتمثّل الجانب الأرشيفي في جمع المواد المتعلّقة بالبرغوثي من كتبه ودراساته ومقالاته والمواد التي نُشرت أو لم تُنشر، ومن تلك الجهود الكتابية التي تناولت أعماله بالبحث والدراسة والتحليل والتأويل، ومن الإنتاجات البصرية والسمعية من أفلام وفيديوهات وتسجيلات وثّقت له أو أعادت إنتاج أعماله.
كما تجري أرشفة أغراضه الشخصية التي تحكي عن علاقته بعائلته وأصدقائه وطلابه ومريديه، وقصص وحكايات في ذاكرة من عاصره والتقاه وجمعته به علاقة شخصية، وتوثيق الأماكن التي أثّرت في صيرورته الأدبية وشخصيّات حضرت في حياته ومجموعات ومراكز ومؤسسات عمل معها.
المرحلة الأولى من المشروع تتمثل في إطلاق الموقع الإلكتروني
أمّا الجانب الإنتاجي فيتكون من سلسلة أنشطة ومشاريع ستشكّل تجارب حيويّة للتناول التأويلي الإبداعي لأعمال حسين البرغوثي أو من وحيها.
ويدرس الجانب البحثي فيستكشف التفاعلات المعرفيّة التي من المحتمل أن تنهض بين عناصر المشهد الأدبي وعناصر المشهد الفنّي في بيئتهما المحلّيّة عند تناول الأدب من خلال ممارسات فنّيّة ونقديّة وأكاديميّة، وتُزاوج بينهما بهدف رفد الفنّ بمصادر أدبيّة بحتة وإغناء مكامن المعرفة في الأدب بالتمثيلات الوسائطيّة المتعدّدة التي يتيحها الفنّ.