في آذار/ مارس 2019، أعلنت وزارة الثقافة العراقية أن الشركة التشيكية المكلّفة بأعمال صيانة موقع إيوان المدائن (طاق كسرى) جنوب مدينة بغداد، وقعت في بعض الأخطاء، بتشييد طبقة إسمنتية فوق سقف الإيوان، ما تسبّب برفض اللجان المتخصصة استلام الموقع المذكور، وهي بصدد وضع الحلول المناسبة لإعادة تأهيله.
مواقع أثرية أخرى في العراق ارتُكبت فيها أخطاء مماثلة مثل مدينة بابل، أو لم تتمّ حمايتها خلال أعمال الترميم مثل سور نينوى، أو واصلت الجهات الرسمية إهمالها رغم التصريحات المتكرّرة بوضع دراسات حولها أو البدء بعمليات إحيائها، بحسب خبراء آثاريين ومسؤولين عراقيين.
يشير تصريح جديد لوزارة الثقافة إلى انتهائها من إنجاز الدراسات والكشوفات الخاصة بكلّ من "إيوان المدائن" و"خان مرجان" في بغداد أيضاً، رغم أن الإعلان عن بدء تلك الدراسات كان قبل قرابة عامين، مع الإشارة إلى أن الموقع الأول شهد انهيار أجزاء منه عام 2013، لم تتسبّب بأية أضرار بالبناء الأصلي الذي يعود إلى منتصف القرن السادس الميلادي.
لم تحدّد وزارة الثقافة العراقية أيّة مواعيد لبدء عمليات الترميم أو آجال تسليمها
أما المّوقع الثاني، والذي يعود بناؤه إلى القرن الرابع عشر، فكان ضمن عدد من المواقع التراثية الواقعة على نهر دجلة في العاصمة العراقية، والتي أُعلن في 2021 عن البدء بتحويلها إلى دُور ثقافية، مثل "دار الحكومة القديمة"، و"المدرسة المستنصرية"، و"دار الوالي"، و"القصر العباسي"، و"القشلة".
في الإعلان الجديد، أوضحت الوزارة أن "الهيئة العامة للآثار والتراث" تعمل بالتنسيق مع المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالحفاظ على التراث من أجل صيانة وتأهيل هذين المعلمين، إذ تتعاون حالياً مع "منظمة ألِف الدولية" من خلال الكشوفات الخاصة لغرض تمويل وصيانة طاق كسرى وبالاعتماد على كوادر متخصصة.
ولفتت إلى أن دراسة قد أعدّها خبراء أجانب لتقرير نوع الضرر ومتطلبات الصيانة، كما وُضعت الخطط من أجل ترميمه، دون تحديد أيّة مواعيد لبدء عمليات الترميم المذكورة أو آجال تسليمها، مثلما حدث ويحدث في العديد من المواقع الأثرية العراقية.
يشار إلى أن إيوان المداين "طاق كسرى" قد تعرض في عام 1888 إلى سيل من نهر دجلة، ما أدى إلى اختفاء أجزاء كثيرة منه، وهو يتكوّن من القوس والأجنحة الجدارية والإيوان الذي يصل ارتفاعه إلى 37 متراً، وتُبيّن العديد من الدراسات أن أخطاء حصلت في معظم عمليات الترميم التي أُجريت له خلال أكثر من مئة عام.
وبالنسبة إلى "خان مرجان" الذي شُيّد من قبل السلطان المغولي أمين الدين مرجان، فيقع في جانب الرصافة من بغداد قرب "المدرسة المرجانية"، وعُرف في العهود المتأخرة باسم "خان الأورتمة"، أي الخان المستور أو المغطى، وطاوله الإهمال منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003.