إينوتي أوغببور.. تأملات في الهجرة وجذورها

14 اغسطس 2023
من المعرض
+ الخط -

منذ أواسط القرن الخامس عشر، بدأت تجارة الرقيق على يد البرتغاليين في ساحل غرب أفريقيا بهدف تشغيلهم في المناجم ثم في مستعمراتهم الجديدة في أميركا اللاتينية؛ التجارة التي توارثتها القوى الاستعمارية الأوروبية على مدار قرون، حيث تمّ استغلال ملايين الأفارقة بعد انتزاعهم من أراضيهم.

ربما لم يتغيّر الكثير في بعض بلدان الغرب الأفريقي، ومنها نيجيريا، التي لا تزال تسجّل مراكز متقدّمة في حالات الاتجار بالبشر حول العالم، كما تتصدّر القوائم في أعداد المهاجرين غير الشرعيين عبر الصحراء إلى المتوسط والذين يتم الاتجار ببعضهم ليصبحوا جزءاً من القضية الأولى.

هذه العناوين تشكّل جوهر معرض "رحلات محفوفة بالمخاطر.. تأملات في الهجرة" للفنان النيجيري إينوتي أوغببور الذي افتتح في "المتحف البريطاني" بلندن في السابع والعشرين من الشهر الماضي، ويتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل.

من المعرض
من المعرض

تعكس الأعمال المعروضة من لوحات وصور فوتوغرافية ومنحوتات وأعمال إنشائية، تلك التعقيدات والتحديات التي يواجهها المهاجرون في جميع أنحاء العالم، ومنها المشاهدات المروّعة خلال رحلاتهم الخطرة، وخصوصية الهجرة في نيجيريا التي تصاعدت بعد أزمة اقتصادية عاشتها البلاد خلال الثمانينيات، ما أدى إلى هجرة العمالة الزراعية منخفضة الأجور إلى بلدان شمال المتوسط، إلى جانب تجارة الرقيق الأبيض التي تُستغل خلالها الفتيات من كافة الأعمار.

يعود أوغببور إلى جذور المشكلة منذ الاستعمار البريطاني في المنطقة والإبادة الجماعية لشعوبها، وكيفية نهب ثروات المنطقة وآثارها في محاولة لتسليط الضوء على تاريخ نيجيريا وحضاراتها التي تركت العديد من التعبيرات الفنية قبل مجيء المستعمر، حيث يستعير العديد من الرموز الثقافية وكذلك الأدوات التي كانت تستخدمها حضارة بنين (في غرب أفريقيا) لصناعة تماثيلها ومنحوتاتها.

تتبع أعمال الطرق التي يسلكها المتجرون بالبشر، ويحاكي أقنعة مملكة بنين القديمة وكأنها تنظر إلى تلك الرحلات الخطرة، وتتابع مصائر أبنائها، الذين تعطّلت أعراف مجتمعاتهم وتقاليدها منذ استعمارها وحلّت ثقافة غربية استهلاكية جديدة، لتأتي حكومات ما بعد الاستقلال وتخفق في خطط التنمية لتدفع أجيالاً تغيّر نمط إنتاجها إلى مغادرة البلاد والموت في طريق هجرتها أو استغلالها بعد الوصول إلى الدول التي هاجرت إليها.
 

المساهمون