إيتالو كالفينو: نصوصٌ تجوب الأرض الأولى

19 يوليو 2023
إيتالو كالفينو في منزله بروما، 1984 (Getty)
+ الخط -

منذ بداية هذا العام والاحتفالاتُ بالكاتب الإيطالي إيتالو كالفينو، بمناسبة الذكرى المئوية لولادته (1923 ــ 1985)، لا تتوقّف، سواء في إيطاليا، حيث يُستعاد اسمُه في العديد من المدن ضمن أنشطة خاصّة وإصدارات جديدة وجلسات ومهرجانات أدبية، أو خارج البلد، ولا سيّما فرنسا التي عاش في عاصمتها نحو 13 عاماً (1967 ـ 1980) ودوّن عن تلك المرحلة في كتابه "ناسك في باريس"، الذي صدر بعد رحيله بتسعة أعوام.

ضمن هذا السياق يأتي كتاب "ليغوريات" الذي يصدر بالفرنسية هذه الأيام عن منشورات "نوس"، ويضمّ نصوصاً كتبها صاحب "لو أنّ مسافراً في ليلة شتاء" حول إقليم ليغوريا الإيطالي، الذي تنحدر منه عائلة أبيه، والذي قضى فيه سنواته الأولى بعد أن وُلد في كوبا، حيث كان يعمل والده.

الكتاب، الذي اختار محتوياته ونقلها إلى الفرنسية مارتان رويف، يشمل خمسة نصوص ألّفها كالفينو بين عامَي 1945 و1975، إلى جانب مجموعة من القصائد التي كتبها في فترة كان ينشط فيها ضمن صفوف المقاومة الإيطالية ضدّ النازية (1943).

كالفينو إيتالو كالفينو: نصوصٌ تجوب الأرض الأولى

وإذا كان الكاتب الراحل معروفاً بقدرته الاستثنائية على وصف المعمار والمدن في عملٍ تخييلي مثل "مدن غير مرئية"، فإن القارئ يكتشف هنا قدرته، التي لا تقلّ استثنائيةً، في تتبُّع تضاريس الطبيعية ووصفها، كما لو كان جغرافياً، وهو ما يمنح الكتاب بُعداً توثيقياً.

يعرّج الكتاب على الإقليم بشكل عام في نصّه الأول، "ليغوريا النحيفة وذات العظام الظاهرة"، قبل أن ينتقل إلى مدينة سان ريمو التي قضى فيها سنواته الأولى والتي يصف مكانتها الطبقية، وموقعها الاقتصادي، في إقليم لا يُعَدّ من الأقاليم الغنية في إيطاليا.

كما يعود ويكتب، في ثالث النصوص، عن ليغوريا، لكن هذه المرّة من باب هشاشة الإقليم وقلقه الجغرافي، الذي يفتح الباب على "هشاشة الحياة" نفسها، قبل أن يتوقّف عند مدينتَي سافونا وجنوا، اللتين تُعدّان من أكبر مدن الإقليم، حيث يكتب عند التطوّرات التاريخية التي شهدتها الأولى، في حين يذهب في وصف شعريّ للثانية، التي "يشكّل البحر طرفها الثالث".

المساهمون