في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والسياسية والتاريخية والفلسفية وفي الرواية والشعر والسينما.
■ ■ ■
"زمن السحرة: فيتغنشتاين، وبنيامين، وكاسيرر، وهايدغر، والعقد الذي أعاد اختراع الفلسفة"، عنوانُ الكتاب الذي صدر حديثاً للباحث الألماني ولفرام إيلنبرغر عن "منشورات بنغوين". يعود العمل إلى عام 1919، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حيث شكّل منعطفاً حاسماً في تجربة أربع فلاسفة كتبوا بالألمانية في علاقتهم مع عائلاتهم، وتطوّرهم الأكاديمي، واضطراباتهم الاجتماعية. يتّخذ المؤلّف سيَرهم ذريعة لفهم فوارق أسّست لطروحاتهم الفلسفية لاحقاً، وفهم كل واحد منهم للوجود بوصفه طريقة لرؤية العالم والشعور به والاستماع إليه.
صدر حديثاً عن "دار خطوط وظلال" كتاب "أنساق التأويل: البحث عن الذات الإلهية وراء حجاب اللغة" للباحث الأردني نارت قاخون. يتناول العمل كيف تأسّست معارف ومناهج تروم الكشف عن معنى الآيات القرآنية وتفسيرها، وتحاول الإجابة عن جدل "الدلالة القرآنية" و"أسئلة القارئ ومقاصده المعرفية" إجابةً تحقّق أقصى درجات الاتساق الممكن بين "مقاصد النص" و"مقاصد قارئه"، كما يستعرض ما أنتجته التجربة الثقافية العربية الإسلامية من أنساق تأويلية متعددة مارست نشاطاً معرفياً يستحق أن يُدرَس في ضوء ما استجدّ من معارف إنسانية.
صدر حديثاً عن "منشورات جامعة ستانفورد" كتاب "اقتصاد سياسي نقدي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا" لمجموعة من الباحثين، بتحرير بسام حداد، وشيرين صيقلي، وجويل بينين. يقدم هذا الكتاب مشاركة مهمّة في الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتحدى الشائع حول أصول الرأسمالية في المنطقة. توضح مقالات الكتاب كيف يمكن للاقتصاد السياسي أن يضيء الآليات التاريخية والمعاصرة في المنطقة ويساهم في دراسة الطبقة والعرق والجنس وأشكال الهوية الأخرى، والأنماط المختلفة لتراكم رأس المال، إضافة إلى دور الحرب في تكوين الدول والطبقات.
عن "منشورات المتوسط"، صدرت حديثاً رواية "زمن القتل" للكاتب الإيطالي إينيو فلايانو، بترجمة عرفان رشيد. في إطار من الرمزية، يقارب المؤلّف بقسوة ساخرة طبيعة الحرب التي لا ترحم، من خلال رواية التجارب المخفقة والجرائم المقترفة التي لوَّثت يَدَي ضابط إيطالي، وكأنها تمثيل للتاريخ الاستعماري كله، حيث ينطلق في سرده من وجع يصيب ضرس ذلك الملازم في الجيش الإيطالي، يدفعه للبحث عن طبيب ويبتعد عن معسكره في أفريقيا، وتقوده مغامرته التي بدأت بخطأ في اتجاه سيره إلى جملة أحداث تنتهي به كلصٍ وإرهابي هارب من حقائق وأوهام عديدة.
صدر حديثاً عن "دار سطور" كتاب "كيف تموت الديمقراطيات: ما يخبرنا به التاريخ عن مستقبلنا" لأستاذَي العلوم السياسة في "جامعة هارفارد"، دانيال زيبلات وستيفين ليفيتسكي، بترجمة رعد زامل. في الكتاب استخلص المؤلَفان دروساً ثاقبة عبر التاريخ وأمثلة من بلدان مختلفة؛ من حكم الجنرال بينوشيه في تشيلي إلى التقويض الهادئ للنظام الدستوري في تركيا وصولاً إلى ما فعله ترامب في أميركا، وأمثلة كثيرة استناداً إلى سنوات من البحث، يقدّمان فهماً عميقاً لكيف ولماذا تموت الديمقراطيات؛ وتحليلاً مقلقاً لكيفية تقويض الديمقراطية اليوم.
صدر حديثاً عن "منشورات جامعة أكسفورد" كتاب "السماء لها عيون - القانون والعدالة في التاريخ الصيني"، للباحث شياو تشون شو، وفيه يؤرّخ للقانون والعدالة الصينيين من العصر الإمبراطوري إلى ما بعد ماو. يتناول الكتاب تطوّر ووظيفة القانون في تاريخ الصين ويفحص الانتقال من القوانين التقليدية إلى نظيراتها الحديثة. بحسب المؤلف، كان هناك توقع دائم بأن العدالة يجب أن تتحقق في المجتمع كتوافق بين العقل السماوي وقانون الدولة. لم يتغير هذا المفهوم حتى مطلع القرن العشرين عندما جاءت سيادة القانون لتحل محل الكونفوشيوسية.
"مكتبة نيتشه" عنوان كتابٍ لـ راينر جي هانش، صدر حديثاً عن "دار أبكالو" بترجمة وداد رحيم. يتتبّعُ العملُ الكتبَ التي قرأها الفيلسوف الألماني (1844 - 1900) وشكّلت مراجع لكتاباته، إضافةً إلى المحاضرات التي أشرف عليها، والموسيقى التي كان يستمعُ إليها، والأماكن والأوقات التي كتب فيها. يُرتّب المؤلّف ما قرأه نيتشه من كُتب وفق ترتيب زمني، مُعتبراً أنَّ ذلك يساعد في رسم نقاط التقاطُع بين قراءاته وكتاباته، ومعرفة متى كان يقرأ، وما هي أكثر الكتب فائدةً بالنسبة إليه، وهما ما يتيح فهماً أفضل لعلاقته بالكتّاب والشعراء والمفكّرين.
عن "دار الرافدين"، صدر حديثاً كتاب "الفلسفة في بداية القرن الحادي والعشرين - مقدّمة قصيرة عن الفلسفة الكندية" لقيس ناصر. ينطلق العمل من اعتبار أنّ الفلسفات الغربية الراهنة ليست هي فقط الفلسفات المعروفة للقارئ العربي، بل توجد فلسفات وشخصيات وموضوعات ما تزال مجهولةً لديه، وأنّ ذلك ينطبق على الفلسفة الكندية التي تميّزت في موضوعَي الهوية والتعدُّد الثقافي. يُشدّد الباحث على أنّ البحث في فلسفة بلدٍ ما لا يعني التخلّي عن السؤال الفلسفي الكوني، مع الإشارة إلى أنّ السؤال الفلسفي المحلّي أصبح من أبرز سمات فلسفات العصر الحالي.
صدر حديثاً عن "جامعة الكوفة" كتابُ "عقول مرتابة: دور الثقافة والمجتمع في فهم الجنون" لـ جويل غولد وإيان غولد، بترجمة حميد يونس. بدأت فكرةُ الكتاب بعد عرض فيلم "عرض ترومان" في قاعات السينما الأميركية عام 1998؛ حيثُ استقبل "مستشفى بالفيو" في نيويورك أشخاصاً يعتقدون أّنّهُم أبطال قصّة تنقلها كاميرات مزروعة في كلّ مكان، بينما ليس سكّان نيويورك سوى ممثّلين. يُحاول العمل تفسير هذه الظاهرة ثمّ يتوسّع ليشرح ماهية الجنون، أو الذهان بالمعنى الحديث، من خلال الإجابة عن أوّل أسئلة الطبّ النفسي وأكثرها شيوعاً: ما معنى الأوهام؟