في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الترجمية والفكر الإسلامي وأوضاع الأسرى الفلسطينيين والشعر والسيرة الذانية والدراسات السياسية.
■ ■ ■
"أنثولوجيا الترجمة العربية" عنوان الكتاب الصادر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" للباحثَين طارق شما ومريم سلامة كار. يتناول العمل فكر الترجمة في اللغة العربية في مرحلتي التراث المُبكّر وعصر النهضة، وذلك عبر اختيار خمسمائة نصٍ مترجَم، رُتّبت فيها النصوص في المرحلتين المذكورتين، ويتكوّن كل فصل من مقدّمة تشمل سيرة موجزة للمؤلّف، أو المؤلّفين، ومقدّمة عامّة عن النص، يليهما النص نفسه، ثم تعليق أحد الباحثَين على النص، في محاولة للتعمّق في قضايا الترجمة، حيث قليل منها محسوم وكثير ما يزال موضع نقاش.
"البداهات الزائفة في الفكر الإسلامي" عنوان كتاب صدر مؤخراً للمفكّر التونسي عبد المجيد الشرفي (1942) عن "دار محمد علي" و"الانتشار العربي". يمثّل العملُ فحصاً لمجمل القضايا التي ناقشها الشرفي على مدى قرابة نصف قرن، وبرزت في مؤلّفات مثل: "مقامع الصلبان" (1975)، و"الفكر الإسلامي في الرد على النصارى" (1986)، و"الإسلام والحداثة" (1991)، و"الإسلام بين الرسالة والتاريخ" (2001)، وفي سلسلة كتب جمعت مقالاته العلمية ومحاضراته بعنوان "لبِنات"، صدرت ما بين 2011 و2013، و"المصحف وقراءاته" (2016، مؤلفاً مشاركاً).
عن "دار طباق" للنشر في رام الله، صدر حديثاً كتاب "كباسيل.. منافذ الاتصال والتواصل لدى الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي"، للأسير المُحرّر عمر نزال. يستعرض العمل قرابة 22 وسيلةً يستخدمها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي من أجل الاتصال بعضهم ببعض ومع العالم الخارجي، وكذلك مع وسائل الإعلام التي تتشدّد إدارة السجون في فرض الرقابة عليها. صدر الكتاب بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني الموافق السابع عشر من نيسان/ إبريل، وقدّم له الأسير المحرر وليد الهودلي الذي رأى فيه "دراسة احترافية تخترق جدران السجون العالية".
"تحوُّلات ديكارت: سِرُّ سارتر" عنوان كتاب للأكاديمي كاميّ ريكييه، صدر حديثاً لدى منشورات "غاليمار" في باريس. يقترح الكِتاب قراءةً جديدة في العلاقة بين الفيلسوفين، حيث يبحث في تأثّر سارتر بالمشروع الديكارتي، وبحثه عن "أنا" يتّصف بالخلود، كذلك الذي حاول ديكارت إيجاده في تأمّلاته، هذه التأمّلات التي يرى أن سارتر لم يتوقّف طيلة حياته عن محاولة إعادة كتابتها. ويذهب الكتاب أبعد ليقول إنه إذا كان مذهب سارتر قد عُرف، من الخارج، باسم الوجودية، فإنه من الداخل، أي بالنسبة إلى ديكارت، كان يحمل اسم الديكارتية.
بتوقيع المترجم غسان حمدان، صدرت عن "دار الجمل" مختارات شعرية للشاعر والسينمائي الإيراني عباس كيارستمي بعنوان "بصحبة الريح". مثل أفلامه، يحضر الريف والطبيعة والثابت من قيم العلاقات البشرية كثيمات بارزة في شعر كيارستمي (1940 ـ 2016)، وعلاوة على الحس السينمائي، نجد في شعر الفنّان الإيراني خلفيات المنطق التشكيلي في اقتناص جوهر الكائنات، كما يمكن القول إنّ هذه الروح كانت حاضرة في أفلامه السينمائية، ناهيك عن البعد الشعري الذي يسكنها خصوصاً في أعماله: "أين يقع منزل صديقي"، و"طعم الكرز"، و"ستحملنا الريح".
عن منشورات "آذر برس"، صدر حديثاً كتاب "عصر الرجل القوي: كيف تهدّد عبادة القائد الديمقراطية في أنحاء العالم" للباحث البريطاني غديون راشمان. يناقش المؤلّف صعود زعماء أقوياء إلى السلطة في عواصم مختلفة؛ مثل موسكو وبكين ودلهي وبرازيليا وبودابست والرياض وواشنطن، وسمات شخصياتهم التي تشترك في المحافظة الاجتماعية وقلّة التسامح تجاه الأقليات أو المعارضة أو مصالح غير المواطنين في بلادهم، ومزاعمهم في الدفاع عن المهمّشين ضدّ العولمة والشركات متعدّدة الجنسيات وأخطار اللجوء، وغيرها من التحوّلات المرتبطة بالانفتاح التكنولوجي.
"تجلّيات سجين الوباء" عنوان كتاب الروائي الليبي إبراهيم الكوني (1948)، الصّادر مؤخَّراً عن "المؤسّسة العربية للنشر". يضمّ العمل مقالات عدّة تمثّل سلسلة من التأمّلات متنوّعة المشاغل حول مختلف قضايا الحياة وهموم الكتابة، إضافة إلى قراءات في الكتب والأسطورة والتاريخ وضعها المؤلف في فترات الحَجْر الصحي التي عرفها العالم خلال السنتين الماضيتين نتيجة جائحة كورونا. من مؤلّفات الكوني الأُخرى: "المجوس"، و"من أساطير الصحراء"، و"الصلاة خارج نطاق الأوقات الخمسة"، و"الخروج الأول إلى وطن الرؤى السماوية"، و"ديوان البر والبحر".
صدر حديثاً عن منشورات "بنغوين" البريطانية كتاب "كيف تطور الدّين ولماذا يستمر؟" للأنثروبولوجي وعالِم النفس التطوّري البريطاني روبن دونبار. يقارب العمل مجموعة من الأسئلة حول الفكر الروحي في عالمنا المعاصر، كما يتطرّق إلى دور الدين في تعزيز الترابط الاجتماعي في المجتمعات المنقسمة، بالإضافة إلى محاولة الباحث صوغ نظرية شاملة لفهم كيفية تديُّن الناس، وذلك بالاعتماد على بحث ميداني في مناطق مختلفة من العالم، ومقابلات مع قادة طوائف وجماعات روحية ودينية مختلفة، بهدف فهم كيفية التدين وأسباب استمراره.
مجموعة من النصوص يكتشف بها القارئ جوانب عاطفية لدى كتّاب بارزين؛ مثل ألبير كامو، وسيمون دو بوفوار، وبودلير، وبروست، هذا ما سعى إلى جمعه الباحث المغربي سعيد بوخليط ضمن كتابه "غراميات ألبير كامو ورسائل حميميّة أُخرى"، الصادر حديثاً عن "دار أبجد" في العراق. يرصد الباحث المشاعرَ التي تدفع الكُتّاب عادةً إلى الانكباب على كتابة رسائل يبوحون فيها بخصوصياتهم، ويحاول استقراء تلك المراسلات في دراسة أدبية تنظر في العلاقة الجدليّة ما بين المادّة الأدبية والأساليب التي صاغتها، وبين الموقف الوجداني لدى صاحبها.