في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين التحليل النفسي أدب الرحلة والسيرة الذاتية والرواية والدراسات التاريخية والأركيولوجية والفكرية.
■ ■ ■
"كتابة الاختلاف في أدب الرحلة: من القرن الثالث حتى نهاية القرن الثامن الهجريّ" عنوان كتابٍ للباحث اليمني حافظ قاسم صالح القُطيبي، صدر حديثاً في طبعة مشتركة عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر" و"دار السويدي"، وهو العمل الفائز بـ"جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة" (نسخة 2020 ـ 2021) في فرع الدراسات. انطلاقاً من أن الرحلات العربية القديمة مثّلت، تاريخياً، فضاءً للالتقاء بين الذات والآخر، يدرس المؤلّف تمظهرات مسألة الاختلاف في نصوص سبع رحّالة، منهم ابن بطوطة، وابن فضلان، وسليمان التاجر، وأبو حامد الغرناطي.
عن "دار الأهليّة"، صدرت حديثاً ترجمة رواية "فندق إسطنبول" للكاتب التركي زولفو ليفانلي (1946) إلى العربية بتوقيع أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير. تتكثّف في الرواية صفحةٌ طويلة من تاريخ تركيا المُعاصر؛ ابتداءً من التحوّلات الاجتماعية التي شهدتها البلاد في فترة أواخر العهد العثماني وصعود الجمهورية، مروراً بأزمات كان لها أثرُها العميق في القرن العشرين؛ مثل قضية الأكراد، وصولاً إلى مسألة الهوية التركية بين عهدي أتاتورك وأردوغان. يجمع ليفانلي كلّ تلك الخيوط، مُتّخذاً من حادثة افتتاح "فندق القسطنطينيّة" منطلقاً للحديث عن تاريخ المدينة.
للباحث الفرنسي ـ التركي حميد بوزارسلان، صدر حديثاً، عن "منشورات لا ديكوفرت" في باريس، كتاب "زمن الوحوش: العالم العربي، 2010 ـ 2021". بلغة تحليلية، يقدّم المؤلّف ما يشبه التاريخ السوسيو ـ سياسي للعالم العربي في العقد الأخير، مبتدئاً بمطالب الحرّية والعدالة وشرح أسبابها للقارئ الفرنسي، قبل أن يتناول عودة الاستبداد في أغلب دول الربيع العربي، وتحوّل بعضها إلى عقلية المليشيات المشغولة بتدمير مجتمعاتها. كما يحاجج بأنّ عماء الغرب تجاه المطالب بالحرّية والعدالة ساهم في تسهيل ظهور أو عودة "الوحوش"، من قادة سياسيين أو جهاديين.
عن "دار الرافدين"، صدر حديثاً الكتاب الجماعي "رائحة الفلفل: تحليل وتاريخ وسير لانتفاضات العراق"، بتحرير عمر الجفّال. تتوزّع موادّ الكتاب على جزأين، يضمّ الأوّل منه نصوصاً سيَرية يعود فيها كلّ من سنان أنطون وأماني الحسن وخضير فليح الزبيدي وغسّان البرهان إلى تجارب أربعة من شهداء ثورة تشرين الثاني/ أكتوبر، فيما يضمّ الجزء الثاني مقالات تؤرّخ لهذه الانتفاضة وغيرها من الحراكات التي عرفها العراق في العقود الأخيرة، انطلاقاً من زوايا التعاطي الأمني، والإعلام، وغياب الأجندة النسوية، ودور النقابات في التظاهرات.
"الفكر التاريخي الأوروبي من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر: من لورانزو فالا إلى كوندورسيه" عنوان الكتاب الذي صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" للباحث الجزائري ناصر الدين سعيدوني. يقدّم العمل للقارئ خلاصة فكرية عن الكتابات التاريخية الأوروبية التي عبّرت عن تطلعات مثقّفي أوروبا ومفكريها، وعن ميول جماعاتها وشعوبها في ثلاثة قرون، وعكست الحركيات الاجتماعية والتحولات الاقتصادية والتفاعلات الثقافية والتطورات السياسية التي خبرتها الأمم الأوروبية، بدءاً من طابعها الإنساني ثم الفلسفي وانتهاءً بالتحرّري.
عن "دار خطوط وظلال"، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب "تاريخ العرب" لـ رودريغو خيمينيز دي رادار بترجمة أيمن التميمي. الكتاب الذي ألّفه رئيس أساقفة طليطلة (1170 - 1274) أتى بعد تبحّر في القرآن وتاريخ الإسلام وعلوم العرب التي بدأ اهتمامه بها بعد تعرّض دولة الموحدين لهزائم عديدة في الأندلس خلال القرن الثالث عشر، وسعى في كتابه إلى توثيق التاريخ العربي منذ دعوة النبي محمد وحتى انهيار الخلافة الأموية في الأندلس عام 1031 ميلادية، وقيام ممالك الطوائف، مبتعداً فيه عن الكثير من المغالطات بحق الإسلام التي سادت عصره.
صدر حديثاً عن "منشورات جامعة ييل" كتاب "أوكتافيو ميديلين.. الروح والشكل" للباحث وأستاذ تاريخ الفن مارك أ. كاسترو. يستعرض الكتاب سيرة النحات المكسيكي (1907 - 1999) الذي سعى إلى تقديم فن قريب من عامة الناس ومتأثر بحياتهم اليومية من خلال أعماله التي تنتشر في جنوب الولايات المتحدة حيث أقام معظم حياته، وتنوّعت تجربته بين الخزف والفسيفساء والأعمال الزجاجية والبرونز والشمع، كما أسّس مدرسة خاصة للفنون في ولاية تكساس، وتأثّر في أعماله بحضارات المايا والأولمتيك والأزتيك في الأميركتين وقدّم مفرداتها ورموزها بلغة معاصرة.
بترجمة سناء السيوفي، صدرت عن منشورات "شهريار" النسخة العربية من كتاب "السومريون" للباحث الإيطالي فرانكو غوستينو. يقدّم العمل إضاءة واسعة على المادة الأركيولوجية التي تتعلق بالحضارة السومرية، وكيف استنطقها المؤرخون لبناء معالم هذه الحضارة في مجالات عدة؛ مثل العقائد وتنظيم الحكم والتعبيرات الفنية المتنوعة. يؤكّد المؤلف أن عمله هذا يمثّل حصيلة أبحاث بدأها منذ أربعين عاماً، وسعى فيها إلى تجاوز الدوائر الأكاديمية لملامسة قرّاء يمكنهم أن يستفيدوا من تجارب الشعب السومري ومغامراته.
"الجن في التحليل النفسي" عنوان الكتاب الجديد للباحث المغربي جليل بناني، والذي حمل عنواناً فرعياً: "مقاربات جديدة لممارسات تقليدية ومعاصرة". صدر العمل باللغة الفرنسية عن منشورات "لي براس ديرييل"، وفيه يقدّم الباحث المغربي مفاهيم مثل الألم، وتوارث الأمزجة، والشعور بالذنب، من خلال المقاربات التي أنتجتها الشعوب غير الأوروبية بعفوية، ومن ثمّ يعقد مقارنة بين هذه المقاربات وما أنتجته حقول معرفية حديثة؛ مثل التحليل النفسي والأنثروبولوجيا والعلوم العصبية لفهم هذه الظواهر والسيطرة عليها.
عن "دار ميم للنشر"، صدرت مؤخراً دراسة للباحث الجزائري عبد القادر فيدوح بعنوان "التاريخ والسياسة في الرواية الجزائرية". يشير المؤلف إلى أن التقاطع بين الرواية والسياسة لا مفر منه، باعتبار أن الأولى تعيد إنتاج الواقع داخل اللغة، وهذا الواقع محكوم بالسياسة التي تتسيّده وتهيمن عليه. من مؤلفات فيدوح الأخرى: "نظرية التأويل في الفلسفة العربية الإسلامية"، و"التجربة الجمالية في الفكر العربي"، و"الاتجاه النفسي في نقد الشعر العربي"، و"معارج المعنى في الشعر العربي الحديث"، و""التسامي في الشعر العربي".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
