في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات التاريخية والسياسية والثقافية والسيرة والتراث والصورة والقصة القصيرة.
■ ■ ■
"الاستعمار البريطاني وإجهاض الثورة العربية الكبرى في فلسطين: 1936 ـ 1939" عنوانُ النسخة العربية من كتاب الباحث البريطاني ماثيو هيوز، والصادرة حديثاً لدى "مركز دراسات الوحدة العربية" بترجمة مصعب بشير. بالاستناد إلى وثائق وتقارير بريطانية جرى الكشف عنها حديثاً، يقدّم المؤلّف قراءة تاريخية للدور الاستعماري البريطاني في تأسيس الكيان الصهيوني وفي إخماد ثورة 1936 الفلسطينية، عبر وسائل تشمل القمع والتعذيب والاغتيال وحرق البيوت وغيرها من السياسات الاستعمارية، مع التذكير بالنواقص الداخلية التي اعترت الثورة.
بترجمة تيسير رزاق عزيز، صدرت أخيراً النسخة العربية من كتاب "تولستوي ودوستويفسكي" لـ دميتري ميريجكوفسكي عن منشورات "دار المأمون". يعود الكتاب إلى العصر الذهبي للأدب الروسي، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وفيه ظهرت روائع ليس في الأدب الروسي فحسب، بل في مجمل تاريخ الأدب، كان معظمها من تأليف الكاتبين ليو تولستوي وفيودور دوستويفسكي. وفي كتابه يشير ميريجكوفسكي إلى مفارقة تتعلّق بكون هذه الروائع أتت من شخصيّتين متناقضتين على مستوى المرجعيات الثقافية والأسلوب والثيمات وحتى على مستوى تلقّي القرّاء.
"الشيخ إمام بعيون تونسية: من ظلمة المحبسين إلى أنوار باريس" عنوان كتاب صدر مؤخّراً عن منشورات "منوال" يروي فيه الكاتب التونسي المقيم في كندا كريم السمعلي تفاصيل زيارات الفنان المصري إلى تونس وتقاطعاته مع البيئة الثقافية فيها، ويبيّن المؤلف موقع تلك الفترة (1974 - 1984) في المشوار الإبداعي للشيخ إمام. سبق للسمعلي أن أنجز موقعاً بعنوان "الملتقى" يمثّل اليوم أكبر أرشيف لأعمال الشيخ إمام، وكان جزء كبير من المادّة التي قدّمها من تسجيلات مثقّفين تونسيّين مثل الهاشمي بن فرج وتوفيق الجبالي والحبيب بلعيد.
صدر حديثاً عن "أكاديمية العلوم النمساوية" كتاب "قصص محفورة على الحجر: نيكلاوس رودوكناكس (1876‒1945) مؤسّس الدراسات العربية الجنوبية" من تأليف محمد مرقطن وغيرتراود شتورم. يتناول الكتاب السيرة العلمية للعالم النمساوي حيث يلقي الضوء على مسيرته المهنية في "جامعة غراتس" بالنمسا، ويقدّم بيبليوغرافيا لمنجزه البحثي ومن خلاله تظهر مساهمته في العلوم التاريخية والثقافية وخاصة دوره كشخصية مؤسِسة لدراسات العربية الجنوبية القديمة على مستوى الحفريات أو العمل النظري الذي أدّى إلى فكّ رموز النقوش اليمنية القديمة.
"جماليات الأممية: الصين والثقافة السوفييتية المبكّرة" عنوان كتاب للباحث إدوارد تيرمان صدر عن "منشورات جامعة كولومبيا". يعود المؤلّف إلى العشرينيات حين فشلت الثورات الشيوعية في أوروبا، وقام الاتحاد السوفييتي بتعزيز حركات التحرّر في آسيا، وفي مقدّمتها الصين حيث توجّه العديد من طلّابها للدراسة في موسكو، وتعرّفوا على صناعة السينما والباليه وغيرهما، لتتشكّل تيارات جديدة في بكين ضمن تنظيرات معاصرة حول الإبداع وعلاقته بالمجتمع، وكذلك إعادة تصوّر الأممية الشيوعية كمشروع ثقافي في مواجهة الهيمنة الغربية.
"في بياض العينَيْن: التنوّع، العنصرية ووسائل الإعلام" عنوان كتاب للباحث ماكسيم سيرفول، صدر لدى "منشورات أمستردام" في باريس. يتناول المؤلّف بالنقد طبيعة النقاش العمومي في فرنسا حول مسائل تمثيل الأقلّيات و"التماسك الاجتماعي"، مشيراً إلى أن الرغبة في "إظهار" المهمّشين قد تقود إلى زيادة الوصم الذي يتعرّضون له. كما يقدّم تحليلاً للتركيب الاجتماعي لـ"البياض" ولـ"الهيمنة البيضاء"، مُظهراً الديناميات التي تقود الأفراد، حتى من غير البيض، إلى الانخراط في هذا التشكُّل الهوياتي ضمن بحثٍ عن النفع الاجتماعي.
لدى "منشورات جدل" في الكويت، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب "كافكا والتصوير الفوتوغرافي" للباحثة الألمانية المختصّة في أعماله، كارولين دوتلينغر، بترجمة سيده محمد. تنطلق المؤلّفة من حضور الصورة والتصوير الفوتوغرافي كثيمة شبه ثابتة في أعمال كافكا الروائية الثلاثة، وكذلك في يومياته ورسائله وبعض نصوصه السردية. وتذهب دوتلينغر أبعد من ذلك حول دور التصوير في تجربته، إذ ترى أن تناول صاحب "القلعة" لثيمات مثل الأسرة والهوية والذاكرة والسُّلطة مدينةٌ لنظرته الفوتوغرافية، هو الذي وصف نفسه بأنه "شخصٌ بصريّ".
عن "دار أفريقيا الشرق"، صدر كتاب للباحث عبد المجيد رحمون بعنوان "المرأة وسلطة النص: بحث في آليات التفكير وإنتاج الصور الثقافية والبلاغية". يقدّم العمل قراءة نقدية بلاغية في نصوص من التراث النثري العربي وظّفت المرأة في بنائها الفنّي والدلالي، مبيّناً تمثّلاتها الاجتماعية والأخلاقية والجسدية. نقرأ في المقدّمة أنّ الدراسة "لا تقوم بإسقاط ما يردّده النقد النسائي، ولا تعيد ما يتداوله المجال النفسي والأنثروبولوجي، ولا تتّصل بالحقل الديني والحقوقي والاجتماعي"، بل تقارب الموضوع نقدياً وثقافياً وبلاغياً.
"حرب بلا ملامح" عنوان كتاب للصحافي اليمني أحمد الشلفي صدر حديثاً عن "الآن ناشرون وموزّعون"، وفيه يعتبر أنّ مراجعة مسارات وسياقات الحرب على اليمن تُوصل إلى نتيجة مفادُها أنّها "حربُ الواهمين"؛ بدءاً بالحوثيّين الذين اعتقدوا أنَّهم قادرون على ابتلاع اليمن بإرثه وعمقه الحضاريَّين، مروراً بعلي عبد الله صالح الذي اعتقد أنَّ التاريخ قد يعود إلى الوراء، وبالواهمين الأجانب الذين تصوّروا أنَّ بإمكانهم شنّ حرب خلال شهر أو شهرين والسيطرة على اليمن، ووصولاً إلى اليمنيّين "المتخاذلين" من أحزاب وساسة ونُخَب.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
