في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين العلوم الاجتماعية والسياسية وشبكات الاتصال والفلسفة والميثولوجيا والرواية.
■ ■ ■
أصدرت "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر"، أخيراً، الطبعة الثانية عشرة من كتاب "تاريخ فلسطين الحديث" للمؤرّخ الفلسطيني عبد الوهاب الكيّالي (1939 ــ 1981). يبحث الكتاب في وثائق رسمية سِرّية، بريطانية وصهيونية، ويقدّم إحاطةً تاريخية بفلسطين بين أواخر القرن التاسع عشر حتى نهاية ثورة 1936 - 1939، ضمن ثمانية فصول؛ من بينها: "المقاومة العربية الفلسطينية قبل الحرب العالمية الأولى"، و"الحرب العالمية الأولى المؤامرات الاستعمارية ضدّ الوحدة العربية وعروبة فلسطين"، و"من الامتلاك البريطاني إلى ثورة العشرين".
لدى "منشورات جامعة برنستون" الأميركية، صدرت حديثاً الترجمة الإنكليزية لكتاب "كافكا: سنوات البصيرة" للمؤلّف الألماني، المختصّ في سيرة صاحب "المحاكمة"، راينر ستاش. يشكّل العمل، الذي ترجمته شيلّي فريش، الجزء الثالث من سيرة كافكا التي وضعها ستاش بالألمانية وصدرت أجزاؤها تِباعاً في 2002 و2008 و2014. يتناول هذا الجزء الأخير سنواتِ كافكا الأخيرة (1883 ــ 1924)، ولا سيّما مرضه، وتأثّره بأجواء الحرب العالمية الأولى، مع الإضاءة على دور هذه التفاصيل، وعلاقاته الشخصية والعائلية، على كتاباته في تلك الفترة.
عن "دار الرافدين"، صدرت حديثاً رواية "صباح الخير يا يافا" للكاتب المصري أحمد فضيض (1986)، وهي العمل الفائز هذا العام بالمركز الأوّل في فرع الرواية بـ"جائزة الرافدين للكتاب الأوّل". تتناول الرواية محنة عائلة فلسطينية في مدينة يافا المحتلّة، وتستحضر خصوصية المدينة المفتوحة على البحر بشوارعها التي أُعيدت تسميتُها وبمنتدياتِها وأسواقِها ومشاغلِ أهلها وتاريخِها القريب والبعيد. وكانت لجنة تحكيم الجائزة قد أشادت بقدرة هذه الرواية على "خلق عالمها القصصيّ الحيويّ"، وبـ"صفاء لغتها" البعيدة عن التزويق.
عن "دار ألكا"، صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب "التجربة المنبوذة: الصدمة النفسية، السرد والتاريخ" للباحثة الأميركية كاثي كاروث، بترجمة يوسف حمدان. تَعتبر كاروث أنَّ معرفة حقيقة الأحداث الصادمة غير ممكن، بسبب تعطيلها الوعي لحدوثها بشكل مباغت وصادم. وبالمحصّلة، فإنّ ما يُكتب عن تاريخها هو تاريخ جزئي. يُعدّ الكتاب، الذي صدر عام 1996، عملاً مؤسِّساً في حقل دراسات الصدمة النفسية الذي لم تكن معالمُه قد ظهرت بشكلٍ واضح قبل صدوره؛ إذ كانت الدراسات قبله تتركّز حول علم النفس التحليلي، وعلم الأعصاب.
عن منشورات "ارتحال"، صدر حديثاً كتاب "خير الدين التونسي: بين الحقيقة وظلّها" للباحث عبد الحق الزموري. يعتمد المؤلّف، في كتابه على رسائل المُصلح السياسي الذي عاش في القرن التاسع عشر، وقاد حركة تحديث الدولة في تونس زمن حكم الأسرة الحسينية، ثم في إسطنبول تحت حكم الخليفة عبد الحميد الثاني. يشير الباحث التونسي إلى أنه يبتغي من خلال هذا الكتاب "كسرَ أغلال الصورة المسوّقة لخير الدين التونسي" والذهاب إلى "خير الدين الإنسان"، في عمل يندرج ضمن مشروع تاريخيّ أوسع للمؤلّف يسمّيه "تفكيك العقل الإصلاحي العربي".
بترجمة حنان علي، صدرت حديثاً عن "دار المدى" رواية "سنة العجائب: حكاية وباء" للكاتبة والصحافية الأُسترالية جيرالدين بروكس. العملُ مستوحىً مِن الطاعون الذي ضرب قرية إيام في إنكلترا خلال القرن السابع عشر وأودى بحياة ثلث سكّانها الذين فرضوا على أنفسهم حظراً لمنع انتشاره. اعتمدَت الكاتبةُ، في بناء عالَم يجمع بين التاريخ والتخييل، على صُوَر ووثائق جمعتها خلال زيارتها مقاطعةَ داربيشير البريطانية عام 1990؛ مِن بينها رسائل لكاهن البلدة تحدّث فيها عن تدابير الحظر، ونجاة خادمته، وإصابة زوجته بالوباء وموتها.
"الخطابة السياسية في العصر الحديث: المؤلّف، الوسيط، الجمهور" عنوان كتاب صدر حديثاً عن "دار العين" للباحث المصري عماد عبد اللطيف. يقدّم العمل قراءة غير تقليدية للخطابة السياسية، حيث يركّز على دور مؤلِّفي الخطب في تشكيل البلاغة السياسية للدول، ويدرس ظاهرة صعود قوّة الجمهور في التواصل السياسي. يأتي العمل ضمن انشغالات المؤلّف بقضايا الجمهور، ومن أبرز مؤلّفاته: "بلاغة الحرّية"، و"لماذا يصفّق المصريون؟ بلاغة التلاعب بالجماهير في السياسة والفن"، و"تحليل الخطاب البلاغي: دراسة في تشكّل المفاهيم والوظائف".
للشاعر المكسيكي فابيو مورابيتو (مولود في الإسكندرية عام 1955 لأبوين إيطاليين)، صدرت حديثاً، لدى منشورات "سوي" بباريس، مختارات مترجمة إلى الفرنسية، تحت عنوان "لكلٍّ سماؤه. أنطولوجيا شعرية، 1984 ـ 2019". قامت بانتقاء القصائد وترجمتها فابيان برادو، فيما مهّد الناقد والمترجم مارتان رويف للعمل بمقدّمة. يقدّم الشاعر ــ غير المعروف بما يكفي فرنسياً، أو حتى عربياً ــ كتابته بوصفها "نشاطاً سرّياً" يسعى، ببطء، إلى الذهاب نحو جوهر الأشياء التي يريد قولها، قائلاً عن قصيدته إنه تجمع بين التأمّليّ والشخصيّ.
تحت عنوان "نصف هتلر الآخر"، صدرت أخيراً عن منشورات "مسكلياني" رواية "الفرضيّة البديلة" لإيريك إيمانويل شميت بترجمة وئام غداس. في هذا العمل الروائي، يتخيّل شميت كيف كان العالم سيكون لو أن لجنة كلّية فنون الجميلة قد قبلت بطلب الشاب أدولف هتلر الالتحاق بالكلية، وهو حادث يبدو بسيطاً للغاية، وقع عام 1908، لكنه جعل أدولف هتلر يبحث عن موطئ قدم في مجالات أخرى، في الجندية أوّلاً، حيث شارك في الحرب العالمية الأولى، ثم عبر ممارسة السياسة لاحقاً والوصول إلى حكم ألمانيا لمدّة تسع سنوات من خلال "الحزب النازي".