في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والسياسية وعلم الاجتماع إلى جانب تأملات في الأدب.
■ ■ ■
"الدين والتراث والهوية: توثيق مائة عام من المعارك الفكرية في مصر" عنوان كتاب الباحث محمود سلطان الذي صدر حديثاً "مؤسسة شمس للنشر والإعلام". يحلّل الكتاب السجالات التي دارت خلال القرن الماضي بين التيارات المختلفة حول قضايا تخصّ هوية مصر والحداثة والنص الديني، ويناقش مواقفهم التي أثّرت على المشهد الثقافي في البلاد، وكذلك انعكاسها على الشأن العام، ومنها الجدل الذي دار حول كتاب "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق، و"في الشعر الجاهلي" لطه حسين، و"الفن القصصي في القرآن الكريم" لمحمد أحمد خلف الله، وغيرها.
عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "المستدرك في يوميات عدنان أبو عودة.. فلسطين: الأرض، الزمن ومساعي السلام.. يوميات ووثائق". يأتي الكتاب استكمالاً لمذكرات السياسي والكاتب الأردني (1933) التي صدرت عن المركز منذ أربعة أعوام، ويناقش محطّات مفصلية في العلاقات الأردنية - الفلسطينية بتفاصيلها الموثقة في محاضر ووثائق واجتماعات رسمية شارك فيها أبو عودة، والمساعي التي هدفت إلى تحقيق اتحاد كونفدرالي بين الطرفين، والظروف التي أحاطت بإعلان فكّ الارتباط القانوني والإداري بين الأردن والضفة الغربية.
يتضمّن كتاب "ما بعد نهاية التاريخ: حوارات مع فرانسيس فوكوياما" الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة جورج تاون"، مجموعة مقابلات أجريت مع المفكر الأميركي (1952) بتقديم وتحرير ماتيلدا فاستنغ، وتشتمل آراءه حول محنة الديمقراطيات الليبرالية اليوم بالاعتماد على تنظيراته عن الهوية ومستقبل التكنولوجيا والنظام السياسي في ظلّ تنامي أنظمة حكم استبدادية ونزعات يمينية متطرفة حول العالم تشكّل تهديداً حقيقياً للديمقراطية، كما يتناول ظاهرة دونالد ترامب وتدمير الأعراف الاجتماعية والسياسية في الولابات المتحدة، وصعود الصين.
"بلا قيود" عنوان كتاب صدر مؤخراً عن "دار الفارابي" يجمع الكتابات الصحافية للروائي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز في الفترة بين 1974 و1995، وقد نقلها إلى العربية كل من هبة العطار وجيهان حامد. تمثّل الكتابات الصحافية أحد أهم الوجوه الإبداعية لماركيز، وقد بدأ جمعُها في مجلّدات منذ 1981 أي قبل عام من تتويج الكاتب الكولومبي بـ"جائزة نوبل" التي جعلت منه أحد أشهر كتّاب العالم، ولم يمنعه ذلك من مواصلة العمل للصحافة، بل إنه خصّص عائدات ما بعد نوبل إلى إنشاء "مدرسة الصحافة الجديدة" في مدينة كارتاخينا دي إندياس.
عن منشورات "أوديل جاكوب"، صدر مؤخراً كتاب "كيف الهروب من ديكتاتورية العقل الزاحف" لعالم النفس الفرنسي ديدييه بلو. يوضح المؤلف المؤلف مفهوم العقل الزاحف بكونه ذلك المرتبط بالغرائز والرغبات مباشرة، في استعارة لصورة الحيوانات الزاحفة التي تلتصق بالأرض. يرى بلو أن الكائن البشري غير مسلح كفاية ضد العقل الزاحف، بل إن المنظومة الاستهلاكية باتت تجتهد في إبقائه ضمن هذا الوضع. من مؤلفات بلو الأخرى: "من الطفل الملك إلى الطفل الطاغية"، و"الحس التربوي السليم"، و"ثورة الأريكة"، و"عقدة تيتيس: تعلّم إنتاج الرغبة".
"علم الاجتماع الرقمي" عنوان كتاب صدر مؤخراً ضمن سلسلة "عالم المعرفة" (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت)، وهو عمل جماعي من تحرير كيت أورتون جونسون ونيك برويور، ونقله إلى العربية هاني خميس أحمد عبده. يقدّم الكتاب تحوّلات العلاقات الاجتماعية في عصر المعلومات كما يحاول الباحثون التأكيد على أثر التحوّلات الرقمية على علم الاجتماع ذاته حيث يلاحظ المشاركون أن التكنولوجيا فرضت تطوير الكثير من المفاهيم السوسيولوجية كما أن الأدوات التي أتاحتها التكنولوجيا قد باتت جزءاً لا يتجزّأ من عدة الباحث المنهجية.
بترجمة جوناثان رايت، صدرت مؤخراً النسخة الإنكليزية من رواية "هنا بدن" للكاتبة المصرية بسمة عبد العزيز (1976) عن منشورات "هوبو". صدرت الرواية في طبعتها العربية عام 2018 عن "دار المحروسة"، ومن الأعمال الأدبية الأخرى للمؤلفة: "الطابور"، و"الوصفة"، و"الولد الذي اختفى". أما أعمالها غير الأدبية فقد تناولت قضايا نفسية وسياسية، ومن أبرز هذه المؤلفات: "ذاكرة القهر: دراسة حول منظومة التعذيب"، و"إغراء السلطة المطلقة"، و"سطوة النص: خطاب الأزهر وأزمة الحكم"، و"ما وراء التعذيب: الجوانب النفسية والسياسية".
"في غرفة الكتابة" عنوان كتاب صدر مؤخراً عن "دار الكرمة" لـ محمد عبد النبي. يتناول المؤلف عدداً من الإشكاليات التي تتعلّق بالكتابة وقلما يجري دراستها علمياً أو إضاءتها إبداعياً، مثل: كيف تتشكَّل ذائقتنا الأدبية عبر القراءة؟ وما دور التذكُّر والنسيان فيها؟ كما يدرس قيمة الصمت والعزلة واتخاذ مسافة، ومعنى أن ننصت، والعلاقة بين الموسيقى والكتابة. الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات تطرح كل واحدة منها سؤالاً وتقدّم محاولات إجابات عنها؛ إجابات يصفها المؤلف بأنها غير نهائية، لكنها تستند إلى تجارب حية من تاريخ الأدب والفن.