استمع إلى الملخص
- **مختارات هذا الأسبوع:** تتنوع بين السيرة الذاتية والنقد الأدبي والدراسات السياسية والاجتماعية، مثل مذكرات محمد عبله وكتاب "في حضرة الغياب" لمحمود درويش وسيرة أم كلثوم وكتاب "ألبرت توماس: تاريخ الإصلاح الاجتماعي".
- **إصدارات مميزة أخرى:** تشمل "اسمُها فلسطين" و"الفتوى في العصر الرقمي" و"تمرينات في الأسلوب" و"آثار الحرب: تاريخ الصورة" و"موسوعة الشعر الخيميائي"، مما يثري المكتبة العربية برؤى جديدة وتحليلات عميقة.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تشمل السيرة الذاتية والنقد الأدبي والدراسات السياسية والاجتماعية، ومؤلّفات في العلوم والتاريخ وغيرها.
■ ■ ■
"أول هديّة تلقّيتها في حياتي كانت علبة طباشير ملوّنة من ناظرة المدرسة الابتدائية 'أبلة نجيّة'، وهي التي اعتادت من قبل أن تعاقبني على شخبطاتي التي ترى أنّني أُشوِّہ بها جدران المدرسة"، بهذه الكلمات يُقدّم التشكيلي المصري محمد عبله (1953) لمذكّراته الصادرة عن دار الشروق تحت عنوان "مصر يا عبله: سنوات التكوين". تستحوذ سنوات دراسة الفنّان في جامعة الإسكندرية، خلال سبعينيات القرن الماضي، على مساحة كبيرة من الكتاب، حيث يكشف تمكّنه مع فنّاني جيله من التفاعل مع متغيّراتها، كما يُظهر أثرها في مسيرته التشكيلية.
بعد اكتمال نشر كلّ نتاجه الشعري مترجماً إلى اللغة البوسنية في أربعة مجلّدات تضمّنت أربعاً وعشرين مجموعةً شعرية بتوقيع المترجم جمال الدين رجب ماتوفيتش، صدر عن مركز التفاهم الثقافي في مدينة الجبل الأسود مجلّدٌ خامس يضمّ الكتاب النثري "في حضرة الغياب" للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (1941 - 2008). وبذلك تكون البوسنية ثاني لغة في العالم - بعد العربية - تُنشر فيها كلّ أعمال صاحب ديوان "لا أُريدُ لهذه القصيدة أن تنتهي" (2009) الشعرية والنثرية. صدر العملُ بلغته الأصل عام 2006 عن دار رياض الريّس في بيروت.
في عمل مُوجّه للأطفال، يوثّق الباحث المصري كريم جمال (1992) سيرة أُمّ كلثوم في كتاب يحمل اسم الفنّانة المصرية، وصدر عن "مكتبة تنمية" مرفقاً برسومات لسحر عبدالله. من كلمة الناشر نقرأ: "في مطلع العشرينيات من القرن العشرين، وصلت إلى القاهرة فتاةٌ ريفية خجلة تُدعى أُمّ كلثوم، بعد أن طافت القرى والنجوع وغنّت وأطربت البسطاء والفلّاحين، وبعد سنوات طويلة وفي منتصف السبعينيات من ذات القرن، خرج أربعة ملايين مواطن مصري وعربي لوداعها الأخير في شوارع القاهرة. كانت حياة أُمّ كلثوم بين التاريخَين بمثابة حياة عظيمة لسيّدة مصرية وصلت إلى القمّة".
للباحثة الفرنسية أديلين بلاشكيفيتش، صدر، عن منشورات جامعة فرنسا (Puf)، كتاب "ألبرت توماس: تاريخ الإصلاح الاجتماعي". يُعدّ توماس (1878 - 1932) أحد كبار سياسيّي الجمهورية الثالثة (1870 - 1940)، وعُرِف بمعارضته الحركات اليسارية التي وصفته بـ"وزير القذائف"، نظراً لاستلامه وزارة الدفاع إبّان الحرب العالمية الأولى ومعارضته الثورة البلشفية. استناداً إلى أرشيفات جديدة، يتتبّع هذا العمل رحلة سلَف الديمقراطية الاجتماعية الفرنسية، ويقدّم سبراً تاريخياً للجمهورية الثالثة وعلاقتها بالحركات الأُممية مطلع القرن العشرين.
عن "دار الرواق"، صدر كتاب "اسمُها فلسطين" للشاعرة وعالمة النفس البريطانية أ.غودريتش فريير (1857 - 1931) بترجمة خميلة الجندي. سجّلت فريير في الكتاب رحلة حجّها إلى فلسطين عام 1901، منذ أن حطّت الرحال بميناء يافا وصولاً إلى القدس، متوقّفةً عند اللباس والأكل، والفوارق بين الفلّاحين والبدو، وطبقات البشر في المدن الكوزموبوليتانية الفلسطينية كالقدس وبيت لحم ونابلس، ودَور الدولة العثمانية في توفير سبل الراحة والحماية للمسيحيّين، وتصاعُد نفوذ الألمان ومستعمراتهم، وسعي اليهود لتملّك الأراضي، وخصوصاً الزراعية، في فلسطين.
أدّى تنامي أعداد الجالية المسلمة في الغرب إلى نقاش متكرّر حول اندماج المسلمين في هذه المجتمعات، وانتشار المواقع الإسلامية التي يلجأ إليها آلاف المسلمين لطلب الفتوى عبر الإنترنت. هذه الظاهرة هي ما يدرسُها الباحث المصري وائل فاروق في كتابه "الفتوى في العصر الرقمي: ما الذي يبحث عنه جيل الألفية المُسلم؟" الصادر بالإنكليزية عن "بلغراف ماكملين". من خلال التحليل الإحصائي والخطابي لأكثر من عشرة آلاف سؤال فتَوي، ينظر فاروق في طبيعة هذه الأسئلة وإلى أيّ مدىً تعكس ما يفكّر به أصحابُها أفراداً وأعضاء في مجتمع ديني.
بتوقيع المُترجِم المغربي محمد آيت حنّا، صدر عن منشورات وسم كتاب "تمرينات في الأسلوب" للروائي والشاعر والمسرحي الفرنسي ريمون كونو (1903 - 1976). العمل عبارة عن تدوين لواقعة بسيطة أعاد صاحب رواية "فمٌ من حجر" (1934) كتابتها تسعاً وتسعين مرّة، في محاولة لعَصْر إمكانات الفرنسية حتى آخر قطرة، لاعباً على حبلَي الحرّية والتقييد، ومُظهِراً ما في "لغة موليير" من خصوصيات أسلوبية وفرادات لغوية. عُرف كونو بعمله فترة طويلة بوظيفة قارئ في دار غاليمار، قبل أن يُصبح أمينها العام، كما انتُخب عضواً في "أكاديمية غونكور".
"آثار الحرب: تاريخ الصورة" عنوان الكتاب الذي صدر عن منشورات جامعة برنستون للباحثة في تاريخ التصوير الفوتوغرافي والكاتبة الأميركية جينيفر راب. تعود المؤلّفة إلى صُور التُقطت بعد انتهاء الحرب الأهلية في الولايات المتحدة عام 1865، توثّق زيارة الممرّضة كلارا بارتون، التي أسّست فرع الصليب الأحمر في بلادها لاحقاً، إلى موقع معسكر الاعتقال الكونفيدرالي في أندرسونفيل بولاية جورجيا، حيث حاولت تحديد أسماء المفقودين والقتلى، وجمع متعلقاتهم، وتعتبر من أقدم الصور التي تؤرّخ جرائم الحرب والعنف والتضحية بالسُّود خلال ذلك الاقتتال الأهلي.
عن "الآن ناشرون وموزّعون"، صدر كتاب "موسوعة الشعر الخيميائي" بدراسة وتحقيق أستاذ الدراسات العربية والباحث الجزائري الهواري غزالي. يستعيد الكتاب حوالي 3500 بيت شعري من التراث العربي الذي انشغل بالخيمياء (صناعة الذهب)، منها ما ورد في ديوان "شذور الذَّهب" لابن أرفع رأس الجيّاني الأندلسي الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي، وديوان "قراضة العسجد" لمحيي الدين بن عربي في القرن الثالث عشر، وديوان "سلاسل النُّضار" لصلاح الدين الكوراني في القرن السابع عشر، حيث نظم هؤلاء وغيرهم من الشعراء في وصف صنعة وعلمٍ ازدهرا لدى العرب.