استمع إلى الملخص
- **إعادة اكتشاف التاريخ والثقافة**: كتاب "إسبانيا المتنوّعة" لإدواردو مانزانو ونسخة منقحة من "زُبدة كشف الممالِك" توثق تاريخ إسبانيا ودولة المماليك.
- **سير ذاتية وروايات جديدة**: "إمبراطورية تشايكوفسكي" عن حياة الملحن الروسي، ورواية "كعبة الشمال والزمن الخائب" عن أسرة جزائرية، وكتاب "ماذا بعد؟" عن التنمية المستدامة.
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تشمل الدراسات السياسية والاجتماعية ومؤلّفات في التاريخ واللغة والرواية وغيرها.
■■■
عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر"، صدر للباحث الأردني محمد سليم بدرخان البختي كتاب "نقود الإمارات والحكومات الكردية في العصور الإسلامية". يبحث العمل في النقود (الدنانير الذهبية والدراهم الفضية والفلوس النحاسية) التي جرى سكّها وإصدارها من قِبل سبع عشرة إمارة وحكومة كردية خلال العصور الإسلامية المختلفة، ظهرت نتيجة مباشرة لضعف الدولة العباسية وتلاشي سلطتها المركزية في الأطراف. يشتمل الكتاب على ستة عشر فصلًا يحتوي كلّ منها على مقدمة مختصرة عن كل إمارة، وقائمة حكّامها، إضافة إلى صور مسكوكاتها، والشرح المصاحب.
يتناول كتاب "أنغام من نور"، الصادر عن "دار كلمة"، لمؤلِّفه حسن زكي، سيَر أربعة من كبار ملحّني الجيل الثاني في مصر، هُم: عبد العظيم عبد الحق، ومحمود الشريف، وأحمد صدقي، وعلي إسماعيل، حيث يستعرض جوانب من حياتهم الشخصية، وإبداعاتهم الموسيقية، بالإضافة إلى ممارسات بعضهم لفنون أُخرى، ممارسةً وصلت إلى حدّ الاحتراف؛ الأمر الذي ألقى بظلاله على موسيقاهم وجعلها في غاية التفرّد والمغايرة، وعزّز دورهم في الحياة الموسيقية المصرية والعربية، وذلك من خلال الألحان التي وضعوها لكبار مطربي جيلهم، إضافة إلى قطع موسيقية في المسرح والإذاعة والسينما.
لا يتردّد المؤرخ الإسباني إدواردو مانزانو، في كتابه "إسبانيا المتنوّعة" الصادر عن دار نشر "كريتيكا"، في القول إنّ تاريخ إسبانيا هو تاريخ ماضٍ متغيّر ومتناقض ولا يمكن تبسيطه. لذلك يقترح في مواجهة القراءات السياسية والمعارك الأيديولوجية رحلة عاطفية لإعادة اكتشاف هذا الإرث في شكل فسيفساء من الهويات والثقافات والأقاليم واللغات والحضارات. من هسبانيا الرومانية إلى عرق جزر الهند، ومن الأندلس الإسلامية إلى التحوّل، ومن السفاراد اليهودي إلى توحيد البوربون، يعرض الكتاب مفاتيح التاريخ التعدّدي والاستفزازي والموثّق والمثير للسخرية.
عن "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة، صدرت نسخة منقّحة من كتاب "زُبدة كشف الممالِك وبيانِ الطرق والمسالك" للمؤرخ المملوكي غرس الدين خليل شاهين الظاهري. يوثّق الكتاب النظم والقرارات السلطانية لدولة المماليك في مصر، ويُبيّن أيضاً العديد من المسائل السياسية والدبلوماسية خلال القرن الخامس عشر، والنظم الإدارية الجديدة حينها والإصلاحات التي أدخلها الحكّام المماليك، خاصّة في الجيش في تلك المرحلة، بالاستناد إلى الوثائق الحكومية التي أتيح للمؤلّف الاطلاع عليها بحُكم تولّيه مناصب عليا مثل نيابة السلطنة والوزارة مرّات عدّة.
"إمبراطورية تشايكوفسكي.. حياة جديدة لأعظم ملحّن في روسيا" عنوان كتاب للباحث الموسيقي سيمون موريسون، صدر عن "منشورات جامعة ييل". يضع المؤلّف سيرة جديدة لبيوتر إيليتش تشايكوفسكي (1840 - 1893) تتناول موسيقاه وحياته الشخصية والسياسية، في محاولة لدحض الروايات المتواترة حوله باعتباره شخصية رومانسية بائسة ومكتئبة، إذ يوضّح كيف أصبح رمزاً للإمبراطورية الروسية، والملحّن الأكثر شعبية في بلده آنذاك، وأدواره داخل البلاط الإمبراطوري، ودعمه القيصرين ألكسندر الثاني والثالث، وإيمانه بالتعدّد الثقافي داخل روسيا خارج مفهوم المركزية.
عن "الآن ناشرون وموزعون"، صدر كتاب "ماذا بعد؟ قياس الأثر الاجتماعي وإدارته" للباحثة خلود هندية. يضيء الكتاب مفاهيم أساسية تتعلّق بالتنمية المستدامة وأهدافها العالمية وخطوات تأسيس استراتيجية الاستدامة، والميزة التنافسية لتبنّي نهج مستدام ضمن أعمال المؤسّسات، كما يُبيّن أسباب عدم التمكّن من تحقيق أهداف الاستدامة؛ ومنها عدم فهم وتحليل أثر البرامج والمشاريع على المجتمع والبيئة، والأبعاد الخمسة للأثر والمبادئ والمعايير العالمية لقياسه، وكيفية قياسه وإدارته، مع تقديم عدد من النماذج والأمثلة الواقعية والأخطاء الشائعة.
"كعبة الشمال والزمن الخائب" عنوان رواية للكاتب والمترجم الجزائري محمد ساري، صدرت عن "دار العين". يروي النصّ قصّة أسرة جزائرية تنتقل من مدينة مرسيليا في الجنوب الفرنسي إلى ليون في الشمال أملاً في الحصول على فرص جديدة، لكنّ أحلامها تنهار تحت وطأة التقاليد التي تركتها في بلدها. نقرأ من الغلاف: "سواء أكانت المرأة في حدود البلاد العربية أم تمكّنت من مغادرتها، طالما هي عربية الأصل، تظلّ الأشباح تطاردها وتُنهكها (...) تُحدّثنا الرواية عن كيف يكون الجميع ضحايا، حتى وإن بدوا قساةً لا تعرف قلوبهم الرحمة".
على خلاف السرديات السائدة للحداثة، سواء كانت اتصالية تعود إلى العصر الوسيط المتأخّر وحتى مطلعه، أو قطائعية تمتدّ إلى ما بعديّات شتّى، يبتكر كتاب "ذرية الحداثة المرعبون: في الحداثة تجريباً جينالوجيّاً مضادّاً"، الصادر عن "منشورات الجمل"، لمؤلّفه بيتر سلوتردايك، وترجمة ناجي العونلّي، أسوة بحدس نيتشوي، سردية مغايرة للأزمنة الحديثة من حيث نشوءاتها وتشكّلاتها وتواتراتها الدفينة، حيث يكشف القدر الكبير من التهجين الذي أدّى إلى خلق كائنات مسيخة لا تستغل إلّا تخريباً لإمكان الاستخلاف والتوارث بين الأجيال، بحيث صار من الصعب التنبّؤ بأوان انخماده.