في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين والدراسات السياسية والفلسفية، والرواية والترجمات الأدبية والعِلمية.
■ ■ ■
عن "منشورات أفيرم" الأسترالية، تصدر الشهر المقبل رواية "أغانٍ للموتى والأحياء" للكاتبة والشاعرة الفلسطينية سارة م. صالح. تتحدّث الرواية عن جميلة التي تعيش مع عائلتها في بيروت، لتكتشف يوماً أنّ حياتها محفوفة بالمخاطر كونها من عائلة فلسطينية لاجئة في لبنان، تُكافح للحفاظ على هويّتها، وهو ما يحصل عندما تضطرّ العائلة إلى الفرار إلى القاهرة. تُعرف سارة م. صالح بمواقفها السياسية الشجاعة، وحظيت أعمالُها بعدّة جوائز، وهي تُسمّي أستراليا باسمها الأصلي قبل الاستعماري: بيدجيغال؛ الأرض التي كانت وستظلّ وطن السكّان الأصليين في البلد.
عن "منتدى العلاقات العربية والدولية"، صدر للباحث المصري حمدي عبد الرحمن حسن كتابٌ بعنوان "الدِّين والسياسة في أفريقيا". يتناول الباحث الحضور القوي للتقاليد الرُّوحانية في تراث المجتمعات بالقارّة السمراء، كما يلفت إلى دور التديُّن وطبائعه في التأثير بعلاقات الحُكم وأُمور السلطة. ويُضيء، أيضاً على التفاعُلَ بين السياسة والجماعات الدينية في مرحلة ما بعد الاستقلال، من خلال التركيز على الأديان الكبرى في القارّة: الإسلام والمسيحية والمعتقدات التقليدية، مُعتمِداً على منهجيّة مُقارِنة بين اللغات الرسمية الشائعة.
للمؤرِّخ البريطاني مايكل سونينشير، صدر عن "منشورات جامعة برينستون" الأميركية، كتاب "ما بعد كانط: الرومان والألمان والحداثيّون في تاريخ الفكر السياسي". يتقفّى العمل أثر الينابيع الأولى للفكر السياسي الحديث في أوروبا، التي تجتمع بالنسبة إليه في الأنثروبولوجيا السياسية الكانطية. ويُدافع المؤلّف عن مقولة مفادها أن أصول الأيديولوجيات الحديثة (مثل القومية والليبرالية والشيوعية) لها صِلة وثيقة بالنقاشات التي دارت في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بُعيد الثورة الفرنسية، حول مسائل مثل الزمن، والوقت، والتاريخ، والقِيَم.
لا يُمكن تفسير أسباب التمرُّد إلّا من خلال التحقيق في مواقفه ومطامحه وانتصاراته، فربّما نكتشف في مُنجزاته قاعدةَ الفعل التي لم يستطع العبث أن يمُدّنا بها. في كتابه "الإنسان المُتمرِّد، الصادرة ترجمتُه عن دار "نينوى"، بتوقيع يارا شعاع، يُقدّم الروائي الفرنسي ألبير كامو (1913 - 1960) بياناتٍ تاريخية مُعيّنة عن مفهوم التمرّد، دون أن يعتمدها كفرضية وحيدة، بل يُحاول أن يفسِّر، ولو بشكل جزئيّ، الاتجاه الذي يسير فيه عصرنا، إضافة إلى تحليل بعض تَجاوُزاتِه. التاريخ المُثير والمتناول في الكتاب هو تاريخ الغطرسة الأوروبية.
بترجمة كاميران حوج، صدرت عن دار "المدى" النسخة العربية من قصّة "الصِّراع" للكاتب الألماني باتريك زوسكيند. تروي القصّة حكاية لقاء حول طاولة شطرنج بين رجُل مُسنٍّ يُعَدّ من بين المُرتادين المعتادين لطاولات لعب الشطرنج العمومية في "حديقة لوكسمبورغ" الباريسية، وبين شابٍّ غريب الأطوار يُحرّك أحجاره على الرُّقعة من دون أدنى تفكير. "صراعٌ" ليس فقط بين طريقتَي لعب، بل بين أسلوبَي عيش وبين جيلَين، أمام جمهور لا يتردّد في الاستغناء بسرعة عن "نجمه" المفضّل. يضمّ الكتاب رسوماتٍ فنّية للقصّة منقولة عن الأصل الألماني.
ضمن سلسلة "ما الذي أعرفه؟" التي تُشرف عليها "منشورات فرنسا الجامعية" في باريس، صدر كتاب "عِلم الآشوريات" للأكاديمي الفرنسي وأستاذ "كرسيّ الحضارة الرافدينية" في "كولّج دو فرانس"، دومينيك شاربان. ليس الكتابُ تلخيصاً فحسب لمُجمل الأبحاث والاكتشافات العِلمية والحَفْرية الأساسية حول الحضارات القديمة في العراق وسورية، بل هو أيضاً مُقدّمة لتاريخ هذه الحضارات، التي يُعيد المؤلّف بناء صعودها وتلاشيها في قراءة لثلاثة آلاف عام من تاريخ المنطقة، بما فيه من حِقب: أكدية وعمورية وميدية وآشورية وآرامية وبابلية مُحدَثة.
عن "شركة المطبوعات للنشر والتوزيع"، صدرت النسخة العربية من كتاب "سجلٌّ دائم" للعميل السابق لـ"وكالة الأمن القومي" إدوارد سنودن، بترجمة أنطوان باسيل. يحتوي الكتاب على مذكّرات مؤلِّفه منذ كان طالباً في المرحلة الثانوية كثيرَ التذمُّر من الواجبات، وإن كان مُتفوِّقاً في مادّة الرياضيات، ويُفضّل قضاء أغلب وقته على شاشة الكمبيوتر. قبل أن ينضمَّ للعمل، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، مع الاستخبارات عبر نظام تعاقُد دون أن يكون موظّفاً، وكيف استطاع تسريب تفاصيل برنامج التجسُّس "بريسم" إلى الصحافة عام 2013.
غالباً ما نعتقد أنه من أجل أن نُغيّر حياتنا، يجب إحداث تغييرات كبيرة، في حين يكون الأمر عكس ذلك. في كتاب "عادات ذرية"، الصادر عن دار "ديانا" الإسبانية، يذهب الكاتب الأميركي جيمس كلير إلى أنّ التغيير الحقيقي يأتي من مئات القرارات الصغيرة: القيام بتمرين ضغط في اليوم، أو الاستيقاظ قبل الوقت المُعتاد بخمس دقائق، أو إجراء مُكالمة هاتفية قصيرة. هذه القرارات الصغيرة، والتي تُشبه الجُسيمات، لها قوّة الذرّة، أو قوّة تسونامي، لأنها تدفع بنا - من حيث لا نَعلَم - إلى اتّخاذ القرارات التي من شأنها أن تُغيّر مصائر حياتنا.
"قارئةُ نَهْج الدبّاغين" عنوان رواية صدرت عن دار "مسكلياني" للكاتب التونسي سفيان رجب (1979). يتناول العمل مسألة المحظورات الجنسية، من خلال مقاربة أوسع تشمل مسألة الكتابة بحدِّ ذاتها. ومن أجواء الرواية نقرأ: "قادها شغَفُها بالقراءة إلى 'نهج الدبّاغين'، المعروف ببيع الكتب القديمة، فوجدتْ نفسها بعد سلسلة من الأحداث، مع رجل غريب الأطوار، أسَّس رابطة للكُتّاب الأشباح، تُسند فيها كلُّ كتابةٍ إلى اسم وهميّ لا وجود له، من أجل تخليص الكُتّاب من المَحظورات الدَّفينة في أعماقهم، وفَتْح باب الحريّة أمامهم على مصراعيه".
"ما تعرفه البُومة: العِلم الجديد للطيور الأكثر غموضاً في العالَم" عنوان كتاب صدر للباحثة الأميركية جينيفر أكرمان عن "منشورات ون وورلد". تستعرض المؤلّفة، من خلال ملاحظاتها الميدانية، أسباب افتتان البشر بالبُوم، مُدرِجة أحدثَ الدراسات العِلمية التي تُشير إلى امتلاك هذا الطائر جهاز سَمْعٍ فائق الحساسية، يُؤهّله لاكتشاف القوارض في أعماق الجليد أو التربة. كما تنتقل المؤلّفة إلى حضور البومة في المعتقدات الشعبية والثقافات حول العالَم، والمشاهير الذين افتُتنوا بها مثل بيكاسو حيث ظهرت في عدد من رسوماته وأعماله الخزَفية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
