في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات النقدية والسياسية والفكرية والشعر والرواية والتاريخ والرسائل.
■ ■ ■
"إشكاليات تأريخ الأدب العربي: دراسة نقدية في فلسفة الأدب وتاريخه"، عنوان كتاب صدر حديثاً للباحث العُماني عيسى بن سعيد بن عيسى الحوقاني عن "مركز دراسات الوحدة العربية". يضيء العمل حظّ الأدب العربيّ من التأريخ في كتب التراث، وكذلك جهود كلٍّ من العرب والمستشرقين في تأريخ الأدب العربيّ، والمنطلقات الفلسفيّة والأسس النظريّة التي يقوم عليها تاريخ الأدب، كما يتناول الإشكاليّات المتعلّقة بمناهج التأريخ الأدبيّ، كإشكاليّات التقسيم الزمنيّ بأنواعه الثلاثة: التحقيب الثلاثي، والتحقيب السياسيّ، والتحقيب الثقافيّ.
"ربيع الفرجة: سيميولوجيا المشهد الاحتجاجي في اليمن، 2011 - 2012"، عنوان الكتاب الصادر عن "مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر"، للباحثة اليمنية أروى عثمان. يتّخذ العمل من الصورة مساراً للتعرّف إلى بعض ما كان يمور في ساحات التغيير، في محاولة لوضع اليد على مكوّنات المشهد الفرجوي خلال عامَي 2011 و2012، كما يعتمد على مفهوم "الدراسات البصرية" في قراءة الأدوار الحاسمة التي لعبتها الصورة الفوتوغرافية في تشكيل "موتيفات" الساحة، بغاية استخلاص الدلالة والمعنى وفقاً لمقاربة تستلهم من الفرنسي رولان بارت.
للباحث الفرنسي باتريك ميرو، صدر حديثاً، عن "منشورات إيثاك" في باريس، كتاب "الإيمان والشكّ: من سيغموند فرويد إلى تشارلز ساندرز بيرس"، وهو عملٌ يتناول فيه المؤلّف مسألتَي الإيمان والاعتقاد في معناهما الفكري، لا الديني، محاولاً توضيح القضية عبر تحليل العديد من الأمثلة الراهنة، مثل إيمان البعض وتشكيك البعض الآخر، خلال الأعوام الماضية، بجائحة كورونا وبالعلاجات المقترحة ضد المرض. يبني باتريك ميرو عمله على أطروحة بيرس القائلة بأن الإيمان ليس إلّا لحظة "راحة" في طريق الشك، الذي هو أساس كلّ عمل فكري.
عن "دار معنى"، صدرت حديثاً النسخة العربية من "نشأة الكتاب العربي" للمستعربة الألمانيّة وأستاذة اللغة العربيّة بياتريس غروندلر، بترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن الفريح. تعود المؤلّفة إلى بدايات عصر التدوين في القرن الثاني الهجري في محاولة لرسم مشهد متكامل حول المواضيع التي شغلت المؤلّفين الأوائل، واستعراض تطوّر صناعة الكتاب في كافة مراحله، والتأكيد على مركزية الكتاب في الحضارة العربية. كما تناقش أربع فئات أساسية هي: العلماء، والشعراء، والورّاقون، والكتبيّون، والقرّاء، والنقاشات التي كانت تدور بينهم.
صدرت حديثاً عن "دار الرافدين" النسخة العربية من كتاب "رسائل إلى فليس" لفرانتس كافكا بترجمة نجاح الجُبيلي. يتكوّن العمل من جزأين يتضمنّان رسائل كتبها الروائي التشيكي (1883- 1924)، لامرأة مجهولة كان يشير إليها بالحرف ف، حتى كُشف عن هوّيتها عام 1955 واسمها الصريح فليس باور. وشهدت العلاقة التي جمعتهما خمس سنوات (1912-1917)، تبادل العديد من الرسائل، وهما اللذان عقدا خطبتهما وانفصلا مرّتين خلال هذا الوقت. كما شهدت هذه الفترة تأليف كافكا لعدد من أبرز أعماله، مثل "التحوّل" (أو "المسخ")، و"في مستعمرة العقاب".
"جيشٌ من رجُل واحد"، عنوانُ مجموعة جديدة للشاعر العُماني المقيم في المغرب عبد الله الريامي (1965)، صدرت عن "محترف أوكسجين للنشر". يتضمّن الكتاب 47 قصيدة "شاهدة على خراب اللحظة البشرية، مكتوبة لتُقرأ بصوتٍ عالٍ"، وفيها ينطلق الشاعر "مِن ذاته في محاولاتها اليومية للعيش والكتابة والتساؤل والخطأ"، مثلما نقرأ في تقديم العمل الذي يأتي بعد 31 سنة من صدور مجموعة الريامي الأُولى "فَرْق الهواء" (1992)؛ وهي فترةٌ نشر خلالها عملَين بصيغة إلكترونية في نهاية التسعينيات؛ هُما: "حرّاً كالخطأ" و"أخطر الألعاب".
صدر للباحث العراقي نصير فليح، عن "دار المَعين"، كتاب "الرؤية والطرافة: تدهُور الثقافتَين العراقية والعربية وعلاقتُه بالبداوة والعشائرية والبطريركية والمجتمع"؛ وهو أوّل أجزاء ثلاثية بعنوان "تدهوُرنا الثقافي". يتناول القسم الأوّل من الكتاب قضايا مثل جدالات المثقّفين وتدهوُر طرائق الحوار، و"التصنيم" الثقافي، وإشكالية الثقافة ووسائل الإعلام والتواصل، وتدهور التعليم، والفساد في الثقافة، وغيرها، فيما يُقارب الثاني معنى الثقافة والمثقّف، بينما يتناول الثالث أفكاراً لعلي الوردي وفوزي كريم والجابري وآخرين.
عن "منشورات جامعة كولومبيا" صدر حديثاً كتاب "تأريخ الربيع والخريف: الشكل والتسلسل الهرمي في الحوليات الصينية القديمة" لـ ينويل آن فان أوكين. يحلّل الكتاب نص "الربيع والخريف" الذي يتكوّن من سجلّات موجزة كُتبت في الفترة بين 479 و722 قبل الميلاد، من منظور دولة لو الصينية القديمة، وتستعرض الأحداث الرئيسية في تلك الفترة من أعياد ومناسبات وزواج وجنازات رسمية، كما تصف الحروب التي خاضتها الدولة، والقرابين والطقوس الدينية، وتتوجّه صيغة بعض النصوص للعامّة، بينما كُتبت نصوص تأملية أخرى إلى أرواح الأجداد.
"الدعاء والسياسة: تحرير الفضاء العام في الإسلام"، عنوان كتاب للباحث التونسي سمير ساسي، صدر عن مؤسسة "ميسلون للثقافة والترجمة والنشر". يدرس المؤلّف علاقة الدين بالسياسة، وموقع الدين في الحياة العامة، وعلاقة الخاصّ بالعام، وقضايا الولاء والبراء، والانتماء إلى الجماعة المسلمة، وقضية التكفير، كما يحلّل خطاب الحركات الإسلامية المعاصرة، ولا سيّما مسألة فض الحركات الإسلامية الدعاء بالرحمة لمن تولَّى شأنًا عامًّا من أصحاب السلطة، وما تثيره من إشكالاتٍ خطرةٍ على تأسيس الانتظام المدني والسياسي في الإسلام.
صدرَت طبعة جديدة من ترجمة فايز الصياغ لكتاب المفكّر البريطاني إريك هوبزباوم (1917 – 2012) "عصر التطرُّفات" عن "دار المدى". في العمل الصادر عام 1994، استكمل هوبزباوم عرضه لتاريخ العالَم المُعاصر، والذي بدأه مع "عصر الثورات" (1962)، و"عصر رأس المال" (1975)، و"عصر الإمبراطورية" (1987). يعتبر المؤلّف أنّ ما يسمّيه "القرن العشرين الوجيز" بدأ عام 1914 بالحرب العالمية الثانية وانتهى في 1991 بانهيار الاتحاد السوفييتي، ليكون ذلك مدخلاً إلى مرحلة الهيمنة الأميركية والصراعات الإقليمية والثورة المعلوماتية.
عن دار "صفحة سبعة" صدرت رواية "أشياء تسقط من السماء" للكاتبة الفنلندية سيلجا آهافا، بترجمة أسامة إسبر. من أجواء الرواية نقرأ: "في يوم صيفي تسقط كتلة جيلد من السماء وتقتل امرأة على شرفة منزلها. قوطِعت قصة حياتها بوحشية، وتُركت ابنتها سارة التي تبلغ الثامنة من العمر دون أم. وبعد المأساة تنتقل سارة ووالدها للعيش مع عمتها، التي تمتلك ثروة كبيرة، وتراسل صياداً إسكتلندياً بشأنها، ومن تلك المراسلات يتشكل أرشيف من المصادفات والحكايات الغريبة". يطرح العمل العديد من الأسئلة حول طبيعة الواقع الذي نعيشه.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
