يجمع "غاليري بيكاسو إيست" في القاهرة تجربتين تنتميان إلى جيلين مختلفين في المشهد التشكيلي المصري؛ الأول منير إسكندر (1926) في معرضه "ريف"، والثاني سيد سعد الدين في معرضه "فنتازيا"، واللذين افتتحا في السادس والعشرين من الشهر الماضي، ويتواصلان حتى العشرين من الجاري.
إسكندر الذي تخرّج من "أكاديمية الفنون الجميلة" بالعاصمة المصرية عام 1952، اهتمّ بتصوير جماليات النجوع والقرى في مصر، وتوثيق يوميات الحياة، مع تركيزه في بعض الأعمال على عنصر الحركة في مشاهد تتضمّن أشغالاً منزلية أو في الحقل.
الفنان الذي درس البورتريه على يد الفنانين يوسف كامل وأحمد صبري، رصد في لوحاته التفاعل الدائم بين شخصياته والطبيعة المحيطة بها ضمن تركيزه على تدرّجات الظل والنور في اللوحة، واللون الذي يشكل أساساً في إبراز الأزياء التي يرتديها الفلاحون وتموجات الحقول والأشجار.
يرسم إسكندر في لوحة امرأة ترتدي ثوباً أخضر وتحمل على رأسها طبقاً من القش وإلى جوارها طفلتها، حيث تمشيان حافيتين فوق العشب، ويظهر رجل في عمل آخر يرتدي جلابيته وعمامته ويدق على الدف، كما تجلس امرأة في لوحة ثالثة على الأرض وهي ترتّب شعر طفلها الذي يحتضن قطة.
أما سيد سعد الدين، فقد حصل على دبلوم من "المعهد الإيطالي ليوناردو دافنشي" عام 1967، وتم تعيينه أستاذاً للفنون هناك، ودرس فن التشريح بشكل خاص، ومارس النحت بشكل أكاديمي إلى جانب الرسم، عندما التحق بالمعهد، وتأثر أيضًا بالفنان سيد عبد الرسول (1917 – 1995) الذي كان أستاذه.
ويشير بيان المعرض إلى تنوّع تجربته في التصوير والجداريات والنحت، حيث قام بتجميل معالم عديدة في مصر مثل جسر الأقصر الجديد على النيل، مطار شرم الشيخ الدولي بلوحات عملاقة منفذة بالفسيفساء، ويتوّجه في معظم أعماله إلى الحياة اليومية المعاصرة في المدينة المصرية، حيث يرسم بائع الفول أو رجلا يقرأ الصحيفة على المقهى أو طفلة تلعب في الطريق، أو رجلا يربّي الحمام، أو المباراة بالعصي بين الرجال في الصعيد، أو صيادي النيل في الفجر.
يمزج سعد الدين بين الواقعية التعبيرية في الرسم وبين أسلوب تحريك العناصر على جدران المقابر الفرعونية محاولاً محاكاته وتطويره لاحقاً، مستخدماً خامات متعدّدة منها الزيت على التوال، ويحضر اللونان الأزرق والأبيض في العديد من أعماله.