إبراهيم الحجري.. رحيل عن "أبواب موصدة"

08 يوليو 2021
(إبراهيم الحجري، 1972 - 2021)
+ الخط -

رحل عصر أمس الأربعاء الروائي والناقد المغربي إبراهيم الحجري (1972 – 2021) في أحد مستشفيات مدينة الدار البيضاء، بعد أن دخل في غيبوبة قسرية امتدّت أياماً عديدة، إثر أزمة صحية أصابته في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.

وطالب العديد من المثقفين والكتّاب المغاربة خلال الأيام الماضية حكومة بلادهم بالتدخل العاجل من أجل إنقاذ الحجري بعد تدهور وضعه الصحي، لكن الأسباب الغامضة لمرضه الذي لم يستطع الأطباء تشخيصه حالت دون اتخاذ قرار حاسم بنقله إلى جهة علاجية أخرى.

وُلد الراحل في بلدة أولاد أفرج بالقرب من الجديدة (180 كلم جنوب الرباط)، ودرس في "جامعة أبي شعيب الدكالي" بالمدينة، حيث نال منها درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها عام 1995، ونال دبلوم الدراسات العليا المعمقة من "جامعة محمد الخامس" بمدينة الرباط، ودرجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من ذات الجامعة عام 2013.

عمل مدرّساً للغة العربية بين عامَي 1997 و2011، ثُمّ مشرفاً تربوياً، ونشر في الأثناء نصوصه ومقالاته في الجرائد والمجلات المغربية، وواظب على كتابة عمود أسبوعي في عدد منها، وعمل أيضاً مراسلاً صحافياً لعدد من الصحف والمواقع العربية.

كتّب القصة القصيرة والشعر والرواية، إلى جانب دراساته النقدية العديدة

تعدّدت اشتغالات الحجري، وكانت بداياته مع القصة القصيرة في مجموعة "أبواب موصدة" عام 2000، وأصدر أيضاً مجموعة شعرية بعنوان "أسارير الوجع العشيق" (2006)، قبل أن يعود إلى القصة بمجموعات "استثناء" (2009)، و"قفل فرنسا 1880" (2015).

وكتب أيضاً في الرواية عدّة أعمال، مثل "صابون تازة" (2011)، و"البوح العاري" (2012)، و"العفاريت" (2013)، و"رجل متعدّد الوجوه" (2014)، "وفصوص الهوى" (2014)، بالإضافة إلى العديد من دراساته النقدية، منها "آفاق التجريب في القصيدة المغربية الجديدة" (2006)، و"النص السردي الأندلسي" (2010)، و"المفهومية في التشكيل العربي: نماذج ورؤى" (2012)، و"الشعر والمعنى – نقد أدبي" (2012)، و"شعرية الفضاء في الرحلة الأندلسية" (2012)، و"القصة العربية الجديدة" (2013)، و""المتخيل الروائي العربي" (2013)، و"قضايا سردية في التراث العربي" (2013)، و"الحروفية العربية" (2014)، و"الرواية العربيّة الجديدة – السّرد وتشكّل القيم" (2014)، و"الإنسان القروسطي – الملامح والعلاقات" (2015)، و"خطاب الرحلة في الغرب الإسلامي" (2015).

دوّن الكاتب المغربي إدريس الواغيش على صفحته في فيسبوك: "إبراهيم الحجري يترجل اليوم عن فرسه، ويغادرنا إلى حيث البقاء والخلود. كان رحمه الله أمام النصوص ناقداً مقتدراً وفي مواجهة البياض روائياً ومفكراً ومنظراً قديراً".

أما الشاعر صلاح لبريني، فكتب: "قبل قليل كنتَ تبحث بين دروب الحياة عن أشياء نفتقدها بمجرّد امتلاكها، عن أناس ضاعوا في متاهات الفراغ والتلاشي، وأضاعوا الوقت في مقارعة الهباء، ومطاردة الساحرات، وتقف هناك على ربوة دكالة تتأمّل رحابة الأرض وشساعة السماء، وخرس العالَم وتقذف بروحك سابحاً في بحر السؤال المتلاطم بعسر الجواب واستعصائه، ومطارداً عصافير الظهيرة في أوج موسم الحصاد، لايهمّك العالَم وحروبه، تفاهاته وضحالته، بقدر ما كنت قبل قليل تنسج للسرد أحابيل الرؤى وتشرع الفضاء لشخصيات تعيش معنا لكنها غائمة في سماء الحياة..".
 

المساهمون