تُشكّل طفولةُ الفنّان التشكيلي المصري إبراهيم البْريدي (1963) المادّة الرئيسية للوحته التي تملأها العرائس والأطفال. على أنّ تلك الفترةَ البعيدةَ مِن حياته لا تحضر بالضرورة كموضوعٍ بذاته، بل كثيراً ما تكون خلفيةً يُمكن التقاطُها بسهولة في أعماله.
يمزج البريدي، في أعماله، بين التشكيل والكاريكاتير والتجهيز، مُوظِّفاً خامات مختلفة، مثل الأقمشة والخيوط الملوّنة، ليستعيد عوالم قريته في طنطنا (شمال القاهرة)؛ ببيوتها الريفية ومراكب الصيد وأشجار النخيل وأبراج الحمام فيها، وبمظاهر وطقوس الاحتفالات والموالد الشعبية التي كان يرافق جدّته إليها في طفولته.
تحضر هذه العوالم في جميع معارضه الفردية والمشتركة. ومن ذلك معرضه الجديد الذي افتُتح أمس الخميس في "قاعة أوديسي للفنون" بالقاهرة بعنوان "المولد"، ويستمرُّ حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري؛ ويتضمّن المعرض سبعةً وخمسين لوحةً يرسمُ فيها مظاهر وطقوس الاحتفالات والموالد الشعبية في القرى والحارات المصرية.
يستحضر المعرضُ، أيضاً، أجواء "الليلة الكبيرة"؛ وهو أوبريت غنائيٌّ يستلهم الاحتفالات الشعبية في مصر، من كلمات صلاح جاهين وألحان سيّد مكّاوي، قدّمه "مسرح العرائس" في القاهرة عام 1961؛ حيثُ يُعيد البريدي رسْم عرائس الأوبريت التي صمّمها الفنّان ناجي شاكر على سطح لوحته بنفس ملامحها المعروفة.
حاز إبراهيم البريدي "جائزة الدولة التشجيعية في الفنون" عام 2017، وشارك في العديد من المعارض الفنية الفردية والجماعية في مصر وإيطاليا وكوريا الجنوبية وتركيا وبلجيكا وفرنسا وغيرها.