نُظّمت خلال العام الجاري العديد من التظاهرات الثقافية الافتراضية بسبب تفشّي فيروس "كوفيد – 19" حول العالم، والذي أجبر قطاعات عدّة على التفكير في وسائل أخرى لمخاطبة المتلقي والتفاعل معه، ولا يزال باكراً الحكم على نجاحها، خاصة حين يتعلّق الأمر بالموسيقى وفنون المسرح التي يعتبر الجمهور فيها عنصراً أساسياً.
في هذا السياق، افتتحت عند الثالثة من عصر أمس الإثنين "أيام عبد العزيز العروي لفن الحكاية" بتنظيم من دار الثقافة في مدينة الوردانين (160 كلم جنوب تونس العاصمة) وتتواصل حتى الثالث عشر من الشهر الجاري في إطار تظاهرات "منصات الفنون بالمنستير"، حيث تبّث عروضها افتراضياً على صفحة الدار في فيسبوك.
تحمل الأيام اسم الكاتب والإذاعي التونسي (1898 – 1971) الذي تعود شهرته إلى القصص الشعبية التي كان يرويها بنفسه باللهجة الدارجة، ثم صوُرت بعضها في مسلسل أُنتج منتصف سبعينيات القرن الماضي، ولا زالت تعرض أحياناً على شاشات التلفزة التونسية، وينسب إليه الفضل في توثيق التراث القصصي وأرشفته بصرياً.
تحمل الأيام اسم الكاتب والتونسي (1898 – 1971) الذي قدّم القصص الشعبية للشاشة
الافتتاح كان بعرض "اللي باع والديه" للفنان المسرحي خالد شنان الذي بدأ مشواره في هذا الفن منذ مطلع الألفية الثالثة، وشارك في أداء بعض الأعمال المسرحية، حيث جسد في أحدها العروي وتقمّص طريقته في الحكي، ما دفعه للقيام ببحث معمّق حوله، وبعد ذلك بدأ تقديم حكاياته الخاصة، والحكاية التي اختارها شنان تنتمي إلى الموروث القصصي في تونس وشمال أفريقيا، وفيها عبرة لكلّ من يعقّ أبويه.
تُعرض مساء اليوم الثلاثاء "حكاية ولد المرا الفقيرة" للحكواتي وليد العياري، التي تروي قصة امرأة رحَل زوجها وترك لها طفلاً اضطرت لتربيته أن تعمل عدّة مهن كالخدمة في البيوت وغزل الصوف، حتى كبر ابنها وأراد الزواج من ابنة القاضي، فقوبل طلبه بالرثاء تارة والتهديد بالحبس تارة أخرى، وتعتمد الحكاية على تناسل الحكايات المأثور عربياً منذ "ألف ليلة وليلة".
أما غداً الأربعاء، فتُعرض حكاية "متاع الناس للناس" للمسرحي الصحبي بن حسن، وبعد غدٍ الخميس حكاية "التاجر الأبيض والتاجر الأسود" للمسرحي أنس شويخ، إلى جانب حكايات "منامة السلطان" للحكواتي علاء الدين أيوب، و"يوفى مال الجدين وتبقى صنعة اليدين" للحكواتي محمد فوزي اللبان، و"عاشق الذهب" للمسرحي منتصر العميري في بقية الأيام.