"أوتوبروغِتّازيونِ" لـ إنزو ماري: ضدّ الثقافة الاستهلاكية

19 فبراير 2023
إنزو ماري، روما، 2010 (Getty)
+ الخط -

في عام 1974، صدرت الطبعة الأولى من كتاب "أوتوبروغِتّازيونِ" (التصميم الذاتي) للفنان الإيطالي إنزو ماري (1932 – 2020)، الذي تضمّن تنظيراته ومخططاته التي اعتبرت دليلاً تعليمياً مزج بين آرائه السياسية الماركسية ورؤيته للفنون المعاصرة؛ في محاولة للإجابة على أسئلة اجتماعية مثيرة للاهتمام حول العلاقات بين الأشخاص والأثاث.

الكتاب الذي ترك تأثيره الكبير لدى المصمِّمين الصناعيين في الربع الأخير من القرن العشرين، قدّم مشاريع عدّة يمكن لأي شخص تنفيذها باستخدام الألواح الخشبية والأدوات البسيطة، مثل المطرقة وبعض المسامير، لتصميم قطع أثاث تستجيب بصدق لاحتياجاته.

أطلقت "مؤسسة خالد شومان – دارة الفنون" في عمّان ورشة تستند إلى أفكار ماري، في السابع من الشهر الماضي، لتختتم مساء غدٍ الإثنين، بتيسير من الموسيقي والمهندس المدني أحمد بركات، وتقدّم أعمال الورشة في معرض يُفتتح بعد غدٍ الثلاثاء ويتواصل حتى التاسع من الشهر المقبل.

تستند رؤية الفنان الإيطالي الراحل على أسئلة اجتماعية راهنة حول العلاقات بين الأشخاص والأثاث

على مدار ستة أسابيع، تحولّت مساحة المختبر في الدارة إلى مشغل للنجارة ودراسة فن تصميم الأثاث بالاعتماد على أرشيف المصمم والفنان الإيطالي الراحل، الذي "كان من أوائل الأصوات التي نادت بضرورة محاربة الثقافة الاستهلاكية في صناعة الأثاث، من خلال توفير تصاميم سهلة التنفيذ تستهدف عامة الناس وتعتمد على مفهوم التصميم الذاتي"، بحسب بيان المنظّمين.

اعتمد المشاركون في مشاريعهم على ثمانية عشر مخططاً يحتويها الكتاب، مع إرشادات تفصيلية حول كيفية إنشاء طاولات ومقاعد ورفوف كتب وخزانات ملابس وأسرّة، باستخدام الأخشاب والمواد المنتشرة من حولنا، تعبّر عن رؤية مغايرة تتناسب مع ثقافة المجتمعات وطبيعة شخصيتها.

الصورة
ملص ورشة عن إنزو ماري - القسم الثقافي
(ملصق المعرض)

تتأسس نظرية ماري على أن الشكل هو أساس التصميم، وهو يتطابق مع مفهوم كلّ فرد للجمال خارج أيّة أُطر أو تصوّرات مسبقة، ويمكن الوصول إليه عبر توظيف كافة الأشياء الموجودة في الطبيعة أو تحويل تصميمات سابقة إلى أُخرى مستحدَثة، وأن التصميم بمفاهيمه الكلاسيكية قد انتهى، بانتفاء قدرته على التعبير عن طبيعة الحياة اليومية المعاصرة. كما أن النماذج الجديدة هي أصدق انعكاس للأخلاق التي تفترض عدم خضوع الفرد لمنطق الشركات التجارية، والتي تهدف إلى تحقيق الربح، في تجاهل تام لثقافات الجماعات والذائقة الشخصية لأفرادها.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون