في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قدّم المخرج المغربي أمين ناسور عمله الجديد تحت عنوان "بضاض"، عن فكرة للفنان زكريا الحلو، في قالب كوميدي استعراضي يمزج بين الرقص والغناء وأداء الممثلين كمال كاظمي، وخديجة زروال، وعبد النبي البنيوي، ومهى البخاري.
استمد العرض عنوانه من مفردة أمازيغية تعني الحب، لينفتح على مشكلات تعترض العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع المغربي، بدءاً من ازدواجية المعايير الاجتماعية في التعامل مع كلّ منهما، حيث تُفرض على الرجل الكفاءة المادية، بينما يُطلب بالمقابل من المرأة عفّتها وطهارتها، ولا صِلة للحب بكلّ هذه المعايير.
يعاد عرض المسرحية عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الأربعاء في "استوديو الفنون الحيّة" بمدينة الدار البيضاء، بمشاركة الدراماتورج عصام اليوسفي، وسينوغرافيا طارق الربح، وأزياء سناء شدال، وصوت وإضاءة عبد الرزاق أيت باها، وساهم في الكتابة: جليلة التلمسي وعبد الله العبداوي، إلى جانب غناء حنان أمجد وعزف يوسف العبدلاوي.
يطرح العرض تساؤلات عدّة حول معنى الحب، وكيف يُعاش، وما مصيره، من خلال حياة زوجين، ورصد عّدة مواقف تدور بينهما في سياق نقدي ساخر يكشف تناقضاً في الحسابات والمخطّطات والأدوات لدى الشريكين في سعيهما لإقناع كلّ منهما بالأخر، ليقود ذلك إلى جملة من التناقضات لا تتبدّى إلا بعد الزواج.
يضيء ناسور تلك العلاقة منذ بداية التعارف، إلى الزواج، وطقوس حفل الزفاف الذي يكبّل المرأة والرجل معاً، ويجعلهما مشلولَين أمام أعراف وتقاليد بالية، وتهوي بهما إلى سحيق العلاقات الحميمية، التي تُنسَف تدريجياً بتدخّل أهل الطرفين، وتؤدّي إلى الانفصال النهائي، أو اللجوء إلى الطلاق الصامت، ولا يتمّ الالتفات إلى أهمّية الحبّ، ودوره في الحياة، إلّا حينما يتقدّم الإنسان في العمر ولا يعود لذلك كلّه من معنى.
يستند العمل إلى ورشة للكتابة حول الحب عُقدت عام 2019، وشارك فيها الكاتب والتلمسي والعبداوي وأدارها عصام اليوسفي، ثم تطوّرت الفكرة مع انتشار جائحة كورونا لتتنج مفردات المسرحية ضمن رؤية المخرج الذي انزاح بها نحو الاستعراض والكوميديا، والتي كان من المفترض تقديمها منذ عامين.