"أفريقيا" محمد المرابطي.. جغرافيا بلا حدود

23 فبراير 2023
(مقطع من أحد الأعمال المعروضة)
+ الخط -

في عام 2017، أقام الفنان المغربي محمد المرابطي (1968) معرضاً بعنوان "بلا حدود" الذي تضمّن أكثر من خمسة وثلاثين عملاً تتناول تصوّرات متعدّدة لخريطة أفريقيا، جميعها تنهي الحدود التي رسمها المستعمر وتبرز الانسجام في الثقافات والعادات العابرة لتلك الحدود.

يواصل المرابطي اشتغاله على  اللغات والميثولوجيا والطقوس والعلامات والرموز في معرض جديد افتتح في التاسع من الشهر الجاري ضمن فعاليات الدورة الأولى من "مهرجان الكتاب الأفريقي" التي أقيمت في "المركز الثقافي نجوم جامع الفنا" بمدينة مراكش المغربية، بتنظيم من جمعية "نحن فنّ أفريقيا".

المعرض الذي يحمل عنوان "بلا حدود: مركز الأكوان" انتقل إلى "فندق المأمونية" ويتواصل حتى منتصف الشهر المقبل، ويضمّ اثنتي عشر لوحة جديدة تظهر فيها خريطة القارة السمراء محاطة ببحار بألوان متنوّعة لا أسماء لها، مرسومة على أقمشة من كتان أو حرير بألوان زاهية وأطر مزخرفة مع ألياف من الألواح الدائرية.

نشكّل الدائرة رمزاً مشتركاً بين جميع اللوحات التي استُخدمت فيها تقنيات مختلفة، مثل القماش والإكريليك والأصباغ الطبيبعة والخشب، مع تكرار للون الأزرق والأحمر والبنفسجي، في تأكيد على تنوّع القارة وانفتاح شعوبها على بعضها بعضاً، وعلى العالم كلّه.

من المعرض
من المعرض

بدأت فكرة المعرض لدى المرابطي بعد جولاته في أكثر من بلد أفريقي، واجتذبته الطقوس المرتبطة بالأولياء والأضرحة والزوايا الصوفية، والتي وجدها متقاربة في المغرب وموريتانيا والسنغال وبلدان أخرى، وانطلق في مشروعه الذي يركّز على العلاقة بين الذاكرة والمقدّس بشكل أساسي.

يبتعد المرابطي عن الألوان الترابية الباهتة، ويذهب إلى ألوان قوية وحاضرة، ستظهر أفريقيا الأصلية خضراء داكنة في لوحة وسوداء محاطة بالأزرق في أخرى، أو حمراء في ثالثة، بعض الأعمال تظهر فيها النباتات أو تفاصيل تراثية أو طقسية كالزخارف والوشوم.

في أحد الأعمال، تظهر كرة أرضية تسير فوق الغيوم وفي مركزها خارطة أفريقيا مكوّنة من زخارف هندسية مستوحاة من التراث الإسلامي بألوان بنيّة وصفراء وتحيط بها بحار زرقاء مسوّرة يابسية بألوان ترابية، وكأنها الخارطة الوحيدة المثبتة على الكرة.

تختفي الأوبئة والمجاعات والحروب والفقر الذي يمثّل صورة نمطية عن القارة، ويحلّ مكانها في جميع الأعمال المعروضة دائرية الشكل أرض يوحّدها نسيج من زخارف ووشوم، لتكوّن مركزاً للعالم الذي عليه أن يغيّر منظوره لأفريقيا.

المساهمون