أفريقيا.. بعدسة مالك سيديبي ورفاقه

16 فبراير 2022
(من أعمال الفنان المالي مالك سيديبي)
+ الخط -

في السادسة عشر من عمره، تلقّى الفنان المالي مالك سيديبي ــ الذي لم يكمل تعليمه ــ تدريباً مكثّفاً في فن التصوير والرسم على يد مواطنه الفوتوغرافي جيرار غييا. وبعد سنوات ّعدة، بزّ التلميذ أستاذه، ما اضطرّ الأخير إلى إغلاق مرسمه.

افتتح سيديبي محلّ تصوير خاصّ به  في العاصمة، باماكو، ثم انتقل إلى حيّ باغاداجي الشعبي، في الفترة التي نالت بلاده الاستقلال، وتخصّص في التصوير الوثائقي بالأبيض والأسود للثقافة الشعبية وقاع المدينة بما تحويه من حياة ليلية وحفلات موسيقية، وكذلك أحداث الرياضية، حيث ذاع صيته محلّياً لعقود قبل أن يقيم معرضه الأول خارج مالي حين استضافته "مؤسّسة كارتييه" للفن المعاصر في باريس عام 1994، لتنطلق شهرته في العالم.

حتى نهاية أيار/ مايو المقبل، يتواصل معرض "أفريقيا بعدسة مصوريها" في "متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" بالرباط، والذي افتُتح في الثاني عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويضمّ أعمالاً لسيديبي وثلاثة وعشرين فناناً أفريقياً يمثّلون إحدى عشرة دولة.

الصورة
(من أعمال الفنان الجنوب الأفريقي بيتر هوغو)
(من أعمال الفنان الجنوب الأفريقي بيتر هوغو)

يضيء المعرض "تنوّع تقنيات الفنانين المشاركين وأساليب اشتغالهم ومواضيع أعمالهم كذلك، بين صور البورتريه الاجتماعي السياسي وإرث ما بعد الاستعمار في القارّة السمراء، وصور تعدّد الهويات وتمايزها بين الذات والآخر، بالإضافة إلى عرض الصور المركّبة والحديثة"، بحسب بيان المنظّمين.

يتعرّف الزوّار على تجربة سيديبي بوصفه أحد روّاد الحداثة الفنية الأفريقية من خلال عمله على توثيق حياة المجتمع المالي وانشغاله بسؤال الهوية، الذي عبّر عنه بشكل أساسي من خلال التقاطه البورتريه لآلاف الشباب في بلاده، مصوّراً انخراطهم في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

وتعكس الصور المعروضة جانباً مهمّاً من رؤيته التي ركزّت على نقل أجواء الفرح والاحتفال والتحرّر من خلال الموسيقى خلال عقدَيْ السبعينيات والثمانينيات، وتحقّق حضور العديد من الموسيقيين الماليين من أمثال ساليف كيتا وعلي فاركا توري بعد نشر صورهما التي التقطها سيديبي في معارض دولية.

كما تُبرز أعماله ثيمة رئيسة تتمثّل في تكريسه مناخات المرح في محاولة لاكتشاف الذات الأفريقية، لذلك تظهر الشخصيات التي صوّرها عادةً في أقصى حدود انطلاقها وهي تضحك وترقص وتغني وتعبّر عن مشاعرها خاصة في تصويره الأعراس وحفلات الماليين في بيوتهم وفي المطاعم والحانات.

تُعرض أيضاً صورٌ للفوتوغرافيين حسن حجاج من المغرب، ويوسف نبيل من مصر، وكودزاني شيوراي من زيمبابوي، وصمويل فوسو وأوزفالدي ليوات من الكاميرون، ومفولي بيلو وليونسي رافائيل أغبودجيلو من بنين، وزانيلي موهولي وبيتر هوغو من جنوب أفريقيا، وماريو ماسيلو من موزمبيق، وآخرين.
 

المساهمون