أصدقاء لغتنا: مع کاظم آل یاسین

07 يوليو 2023
کاظم آل یاسین (العربي الجديد)
+ الخط -

"من شأن ترجمة الأدب العربي إلى لُغات أُخرى أن يساهم في إزالة الأجواء الدعائية المسمومة ضدّ الثقافة العربية والشعوب العربية"، يقول المترجِم الأهوازي کاظم آل یاسین في لقائه مع "العربي الجديد".



■ متى وكيف بدأت علاقتك باللغة العربية؟

- أنا عربي، لكنّني حُرمت القراءة والكتابة بلغتي الأم في المدرسة بسبب قوانين زمن رضا ومحمد رضا شاه بهلوي. قرّرت أن أترجم من العربية إلى الفارسية من أجل مواجهة البطالة، وكذلك أداءً للدَّين للُغتي الأم وإدخال المزيد من الأدب العربي إلی إیران. وبدأت العمل في الترجمة منذ نهاية عام 2007.


■ ما أول كتاب ترجمتَه، وكيف جرى تلقّيه؟

- أول كتاب قمت بترجمته هو "الحب تحت المطر" لنجيب محفوظ، وللأسف لم يُمنح الإذن للنشر حينها. لكن الآن، بعد 15 عامًا، أُصدِر الإذن، وقال الناشر إنه سيُطبَع ويُنشَر في غضون 15 يومًا. يعرف القرّاء الإيرانيون في الأساس بعض الكتّاب العرب، بمَن فيهم نجيب محفوظ.


■ ما آخر إصداراتك المترجمة من العربية، وما إصدارك القادم؟

- كتابي الأخير المنشور هو ترجمة "الكرنك" لنجيب محفوظ. أمّا أعمالي التالية، فثلاثة كتب هي عند الناشر: "القطاف" لحنّا مينه، و"براري الحمّی" لإبراهيم نصر الله، و"راغبات ذاك الخريف" لليلى الأطرش.

يواجه القرّاء في إيران نقصاً في الكتب العربية غير الدينية

■ ما العقبات التي تواجهك كمترجم من اللغة العربية؟

- اللغة العربية هي البحر. الترجمة من مؤلّفين من بلدان عربية مختلفة تجعل عملي صعباً، مع الأخذ في الاعتبار أن بعضهم يستخدم لهجات دارجة ومصطلحات محلية مختلفة، وأحيانًا لا بد لي من الرجوع إلى القاموس المحلّي المتعلق بمؤلّف الكتاب، على سبيل المثال، القاموس المصري أو الشامي.


■ نلاحظ أن الاهتمام يقتصر على ترجمة الأدب العربي وفق نظرة واهتمام معينين، ولا يشمل الفكر وبقية الإنتاج المعرفي العربي. كيف تنظر إلى هذا الأمر، وما السبيل لتجاوز هذه الحالة؟

- لستُ مهتمًا بترجمة الكتب الفلسفية. ترجمتُ أعمال مؤلّفين عرب آخرين بلغات أخرى مثل الإنكليزية أو الفرنسية. أعتقد أن هناك أعمالًا أخرى متخصّصة، ونحن في إيران نواجه نقصًا في الكتب العربية غير الدينية، بسبب بعض القضايا والعلاقات بين الحكومة والدول العربية والعقوبات. حتى لو أردنا تحمیل كتاب من الإنترنت، لا يمكننا دفع ثمنه.


■ هل هناك تعاون بينك وبين مؤسسات في العالم العربي أو بين أفراد، وما شكل التعاون الذي تتطلع إليه؟

- لسوء الحظ، ليس لدي أيّة صلة بالمؤسسات في العالم العربي. لدي علاقة فقط مع بعض الكتّاب، مثل إبراهيم نصر الله، وسابقًا مع ليلى الأطرش وليلى الجهني، والآن مع صبحي فحماوي، بسبب ترجمة كتاب. لكنّي أتابع ما ينشره بعض الكتّاب وبعض الأدباء العرب عبر قنواتهم على "فيسبوك".


■ ما المزايا الأساسية للأدب العربي ولماذا من المهم أن يصل إلى العالم؟

- إن إطْلاع دول أُخرى على الأدب العربي سيجعل الناس والقرّاء من مختلف دول العالم يتعرّفون إلى العادات وأنماط الحياة والأفكار الحقيقية للشعوب العربية بكلّ تنوّعها، ويساهم في إزالة الأجواء الدعائية المسمومة ضدّ الثقافة العربية والشعوب العربية.



بطاقة

مترجم وكاتب من مواليد عام 1945 في مدينة عبادان في الأهواز. انتقل عام 1970 إلی أصفهان حيث حصل على إجازة فی اللغة والأدب الإنكليزيين من جامعتها. نشر كتابه الأوّل، "تاریخ الضرائب من الماضي إلی عصر الحاضر"، عام 1992، وأصدر في 2017 كتاباً حول "الأمثال والحِكَم للشعب العربي في إيران" (بالعربية والفارسية).

نقل من العربية إلى الفارسية العديد من الأعمال في الرواية، مثل "قلب اللیل" (2012) و"الكرنك" (2022) لنجيب محفوظ، و"بقايا صور" (2019) و"المستنقع" (2021) لحنّا مينه، و"زمن الخيول البيضاء" و"حرب الكلب الثانية" (كلتاهما في 2020) لإبراهيم نصر الله، إلى جانب أعمال لليلى الأطرش وليلى الجهني وغادة السمّان، وكذلك كتاب جماعي يضمّ قصصاً مترجمة لستّة عشر كاتباً عربياً (2022). ترجم في الشعر أعمالاً مختارة لعبد الوهاب البياتي (2012).

أصدقاء لغتنا
التحديثات الحية
 
المساهمون