"أصدقاء الزوجين".. مسرحية عن انتصار الكذب

05 يونيو 2024
من العرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- "أصدقاء الزوجين" مسرحية تسلط الضوء على التحديات الاجتماعية والثقافية من خلال قصة نيكلوس وليزا اللذين يواجهان تكرار تأخر أصدقائهما، مما يثير تساؤلات حول قيمة الصداقة والاحترام المتبادل.
- تعرض المسرحية لمدة ساعة و15 دقيقة، مقدمة تجربة غنية بالفكاهة والتفاعل، تجعل المشاهدين يتماهون مع المواقف الاجتماعية المحرجة والمعقدة التي تعكس القيود الثقافية والاجتماعية.
- من خلال نقد الكذب والمجاملة في العلاقات الاجتماعية، تبرز المسرحية الفكاهة كوسيلة للتعبير عن الانتقادات الاجتماعية، مؤكدة على أهمية الصراحة والشفافية في التعاملات البشرية.

منذ أكثر من عامين، اعتاد الزوجان نيكلوس وليزا، في أحد أيام الخميس من كلّ شهر، تناول العشاء مع صديقيهما الزوجين الآخرين فران وفانيسا. ولكن هذه المرّة، سيصل نيكلوس وليزا إلى المطعم وسينتظران فترة طويلة دون أن يصل أحد. ستمرّ الدقائق، دون أي اتصال من الزوجين المتأخّرين لتبرير الأمر.

سيحاول كلٌّ من نيكلوس وليزا التواصل مع الزوجين المتأخّرين، لكنّ هاذين لن يكلّفا نفسيهما عناء الردّ لتبرير سبب التأخّر. عندها سيتذكّر نيكولس وليزا أنّها ليست المرة الأُولى التي يتأخران فيها، وأنّهما دائماً كانا على هذه الحال. وهنا سيطرحان على أنفسهما الكثير من الأسئلة: لماذا يصلان دائماً متأخّرين؟ من نحن بالنسبة إليهما؟ وهل هم صديقانا حقّاً؟ ألم تصل اللحظة المناسبة كي نعبّر لهما عن غضبنا؟

هذه هي حبكة مسرحية "أصدقاء الزوجين"، من تأليف كلّ من الكاتب الإسباني ماتياس دي فيديريو ودانييل فيرونيسي؛ مخرج العمل أيضاً، والتي تُعرض على خشبة "المسرح الإسباني" في مدريد، حتى السادس عشر من حزيران/ يونيو الجاري.

على مدى ساعة و15 دقيقة من العرض، من نقاش الزوجين وتذكّر لحظات الحياة والصداقة، سيشعر المُشاهد بالتماهي مع نيكلوس وليزا، اللذين لن يملّا من سرد تفاصيل مشابهة لمواقف اجتماعية يتعرّض لها المرء مع أصدقائه وعائلته، أو مع أشخاص آخرين لا تربطه بهم أيّة علاقة؛ ولكنّها جميعها مواقف تجعلنا نشعر بعدم الراحة، وبالاستياء، وفي كثير من الأحيان بالرغبة في التعبير عن مشاعرنا تجاه ما يجري، ولكنّنا لا نفعل ذلك، من باب المجاملة أو بسبب القيود الاجتماعية والثقافية، أو في أحسن الأحوال من أجل الحفاظ على صورتنا الاجتماعية.

تتناول المسرحية الكثير من الموضوعات الاجتماعية والثقافية التي تخاطبنا جميعاً، على اختلاف مجتمعاتنا وثقافاتنا وعاداتنا وتقاليدنا: إنّها قيمة المرء أمام نفسه وأمام الآخرين، أي قيمة المرء في الحياة بشكل عام.

قد تكون الفكاهة المرافقة للشخصيّات هي بطلة العمل الرئيسية والحاضرة دائماً، حيث إنّها لن تتجسّد بشخصية معيّنة، بل ستكون موضوعاً حاضراً في أحاديث الجميع. حتى إنّ مشاهدي العمل سيشعرون بأنفسهم أبطالاً فيه عندما يضحكون على "الكذب الأبيض" الذي تتذرّع به الشخصيات للتملّص من واجب، أو موعد، أو لخلق عذر للتنصّل من أيّ موقف اجتماعي نمرّ به ولا نجرؤ على قول الحقيقة فيه.

تأتي أهمية المسرحية في أنّها تعبر الحدود، لتتكلّم بشكل عام عن مجتمعات الكذب، فهناك علاقات اجتماعية كاملة قائمة على أساس المجاملات والكذب الاجتماعي بهدف التسلّق والوصول والمصالح وحفظ الصورة الاجتماعية. ضمن هذا الإطار، يعالج الكاتبان هذه المشكلة بفكاهة، لكنّهما يضعان اليد على الجرح عندما ينتقدان انتصار الكذب باعتباره بديلاً عن الصراحة والشفافية في التعامل مع الآخرين في مجتمعات اليوم.

المساهمون