منذ معرضه الفردي الأول عام 1997 يقدّم أسامة ناشد مشاهد من الطبيعة في مصر بالأبيض والأسود، في تركيز على العلاقات بين عناصرها، وانعكاسات الضوء بينها، بحيث يكاد يختفي الناس من اللوحة إلا في حضور مهنهم ذات الصلة بالمكان أو باعتبارهم عابرين أو ثانويين في حجمهم أو حركتهم.
بلونين فقط، يرسم الفنان التشكيلي المصري (1962) تنويعات لا حصر لها بما تمنحه تلك التدرجات الرمادية بينهما، وكذلك الاختلافات التي تفرضها الخطوط التي تأتي قوية أحياناً ومنحنية أحياناً أخرى أو رقيقة منسابة على الورق، في تشكيلات درامية رغم الصمت والهدوء اللذين يهيمنان على فضاءات العمل.
يُفتتح عند السادسة من مساء اليوم الأحد في "قاعة صلاح طاهر" بـ"دار الأوبرا المصرية" في القاهرة معرض ناشد تحت عنوان "مشوار" والذي يتواصل حتى الرابع من الشهر المقبل.
ينزع الفنان في المعرض الذي يضم حوالي سبعين لوحة البساطة في الطرح مع اهتمام بالتفاصيل والمفردات التي تشكّل أمكنته، حيث تحضر مراكب الصيد الشراعية والفلوكات الصغيرة والبيوت الطينية في الريف المصري وأبراج الحمام وأشجار النخيل دون تحديد للزمن الذي رُسمت فيه هذه المناظر.
يعتمد ناشد على الأبيض والأسود عبر استخدام أقلام "الربيدو" على ورق مقوّى بشكل خاص، في صياغة أشكاله مع إظهار التباينات بين الغامق والفاتح وتنوع الملامس وسطوح الأشكال في بناء لوحاته المليئة بالخطوط المتقطعة والمتقاطعة، والنقط بتكثيفها في مناطق والتقليل منها في مناطق ليتحقّق الظل والنور أيضاً.
تتوزّع المشاهد التي تتضمّنها اللوحات بين جغرافيتين أساسيتين في مصر، حيث تصوّر بعضها أرياف الصعيد، وأخرى القرى والمدن على السواحل المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، في محاولة لتقديم قراءة بصرية للاختلاف والتنوع بينهما في مظاهر الحياة وأشكال العمارة وطبيعة الشجر والزرع.
كذلك يستخدم في بعض اللوحات حبر روترنغ بحيث تقترب من الحفر والطباعة فتبدو الخطوط وكأنها غائرة، كما يتم تحريك بعض العناصر وإزاحتها، وتجريد صورة الأشجار والنباتات، ما يعكس تأثر الفنان بدراسته الغرافيك.
يُذكر أن أسامة ناشد حصل على درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1986، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في مصر وخارجها.