أرشيف فرانك شولتن.. حداثة فلسطين في العشرينيات
في عام 1920، توّجه المصوّر الفوتوغرافي الهولندي فرانك شولتن (1881 – 1942)، إلى الشرق حيث وصل إلى اليونان وأقام فيها قبل انتقاله إلى فلسطين الذي بقي فيها لأكثر من سنتين التقط خلالها مئات الصور التي تعكس طبيعة الحياة اليومية وتعاملات الناس وأوضاعهم الاجتماعية.
استندت تصوراته إلى خلفية توراتية ومسيحية في نظرته إلى فلسطين مع تبنيه مقاربة علمية في طبيعة تصنيف موضوع الصور من زاوية إثنوغرافية، لكنه استطاع نقل العديد من جوانب الحياة المعاصرة سواء على المستوى الاقتصادي وطبيعة المهن السائدة وظهور السياحة كقطاع حيوي.
حتى يوم غدٍ الخميس، يتواصل في "المعهد الهولندي الفلمنكي" بالقاهرة معرض "عدم إسكات فلسطين"، الذي افتتح مساء أول أمس الأحد، ويضمّ مختارات من المجموعات الأرشيفية لشولتن التي تركّز على مشاهد حياتية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
يوضّح المنظّمون أن تلك الفترة شهدت أوسع حركة تحديث في شرق البحر الأبيض المتوسط في فلسطين تحديداً، ورغم أن شولتن كان يسعى إلى إنتاج "كتاب مقدس مصور" لكنه استطاع نقل المشهد بدقّة كبيرة نسبياً من خلال التنوع الثري الذي قدّمه في أكثر من ستين ألبوماً فوتوغرافياً.
تتضمن الصور واقع العديد من المهن التي فرضتها الحياة الجديدة وطبيعة أنشطة الحرفيين والعمّال ما بين نهاية الحكم العثماني وبدايات الاستعمار البريطاني، وكذلك المناسبات الاجتماعية والمواسم الدينية ومشاهد الشوارع، إلى جانب توثيق عشرات المعالم الأثرية على امتداد المدن والبلدات الفلسطينية والمناظر الطبيعية.
تمتزج تقاليد وأعراف عربية إسلامية مع مظاهر غربية في كثير من الصور، التي أرشفها شولتن مع وضعه الكثير من الملاحظات والخرائط والصور والمقتطفات التي جمعها ما بين عاميْ 1921 و1923، مع اهتمام واضح بتصوير وجوه الناس على شكل منفرد أو في جماعة، بحيث شكّلت بورتريهاته نسبة ليست قليلة من مجمل أرشيفه.
كما يقيم المعهد محاضرة عند السابعة من مساء غدٍ الخميس بعنوان "عدم إسكات فلسطين وإعادة كتابتها وإبرازها: تجربة وتأريخ الأرشيف البصري لفرانك شولتن عن فلسطين (1921-1923)"، تتحدث خلالها الباحثة الهولندية كارين سانشيز سمرر حول التاريخ الثقافي والاجتماعي لفلسطين العثمانية وطبيعة موقعها الجغرافي والسياسي، والتحولات التي حدثت بعد احتلال البريطانيين.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
