في صمت، رحل قبل أيام الروائي والمترجم العراقي، أحمد خالص الشعلان، في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، تاركاً وراءه عدداً كبيراً من الكتب التي أثرى بها المكتبة العربية تأليفاً وترجمةً، مِن دون أنْ يجعل ذلك المشهد الثقافي المحلّي والعربي ينتبه إلى رحيله في السابع من الشهر الجاري بعد معاناةٍ مع المرض.
معلّقاً على هذا الصمت، كتب الشاعر العراقي أحمد عبد المحسن في حسابه على فيسبوك: "غريب أن يمرَّ خبر وفاة مثقَّف عراقي كبير هكذا من دون اهتمام من قبل المؤسَّسة الثقافية، أو حتى من قبلنا نحن المهتمّين بالثقافة".
من جهته، كتب الشاعر والكاتب السوداني سعد محمد عبدالله: "سيخلّد التاريخ إسهامات الصديق أحمد الشعلان بمداد من النور على دفاتر الحركة الثقافية العراقية والعالمية كواحدة من أعظم الأعمال الأدبية في العصر الحديث".
وفي وقتٍ لاحق، سنقرأ بعض المنشورات الرسمية المتأخّرة التي تنعى الكاتب الراحل، وتُذكّر بإسهاماته في التأليف والترجمة؛ من بينها منشورٌ لوزارة الثقافة العراقية أمس الخميس، اعتبرت فيه أنَّ "الأوساط الثقافية في العراق خسرت برحيله أديباً ومترجماً بارعاً".
بدأ الشعلان، وهو من مواليد مدينة الخالص في ديالى عام 1944، بالكتابة والترجمة منذ منتصف الستّينيات، مواصلاً بالموازاة مع ذلك مسيرته الأكاديمية التي توّجها بعدّة شهاداتٍ في تخصُّصات مختلفة: بكالوريوس ﻓي اللغة الإنكليزية من كلية التربية ﻋﺎﻡ 1999، ومﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ من ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺩﻳﺎﻟﻰ ﻋﺎﻡ 2008، وﺩﺑﻠﻮﻡ ﻋﺎﻝٍ ﻓي ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ بﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻋﺎﻡ 2001.
أسهم الكاتب العراقي في تأسيس مجلّة "القصّة" في بعقوبة، قبل أن يُمنَع في منتصف السبعينيات من النشر في وسائل الإعلام العراقية على خلفية مقالين تناول فيهما "ثقافة الشباب" في صحيفتي "طريق الشعب" و"التآخي"، قبل أن يعود إلى الكتابة عام 2001، لكن باسمٍ مستعار سيتخلّى عنه ويعود إلى اسمه في 2003.
عمل الشعلان مدرِّساً لمادّة الترجمة في العديد من الجامعات العراقية بين 2004 و2010، بالموازاة مع ممارسته الترجمة والتأليف والنشر في مجلّات عراقية وعربية في مجالات النقد الأدبي والترجمة والفلسفة علم الجمال والسياسة وغيرها.
من بين ترجماته: "علم الجمال عند الفيلسوف إيمانويل كانت" و"الجنس الأدبي" لـ هيذر ديوبرو، و"شكسبير وتمثله للواقع"، و"كليستان والليل" وهي رواية نقلها عن الكردية، و"شعراء وقصائد من الشعر الإنكليزي". كما أصدر عدداً من الروايات ضمن مشروعَين سرديَّين حملا عنوانَي "ثلاثية بعقوبة" و"خماسية السخط".