أحمد تيلِّي.. تُهم مُسيَّسة تلاحق الشاعر

21 مارس 2023
الشاعر التركي أحمد تيلّي
+ الخط -

كان من المفترض أن يحتفل الشاعر التركي أحمد تيلِّي، اليوم الثلاثاء، مع أصدقائه الشعراء بـ"اليوم العالمي للشعر"، إلّا أنه تفاجأ بتحديد هذا التاريخ موعداً لجلسته الثانية في "المحكمة الجنائية العليا" بأنقرة؛ بسبب دعوى رُفعت ضدَّه، بتُهمة "الترويج لتنظيم إرهابي".

وقد ذكر تيلِّي في تصريحاتٍ للصحافة التركية أن هذه الدعوى القضائية ضدَّه، كانت بسبب قصيدتَين ألقاهما بعد هجوم تنظيم "داعش" على مدينة عين العرب/ كوباني عام 2015، من ديوانه "ليحكِ المحاربُ". واللافت للانتباه أن الشاعر ذكَر أنه قرأ القصيدتين في ذكرى تأبين ضحايا كوباني عام 2017، أي بعد عامين من الهجوم، لكنّ الدعوى لم تُرفَع ضدَّه إلّا بعد ثلاث سنوات، في عام 2020؛ كما لم تُعقد الجلسة الأُولى للمحاكمة حتى كانون الثاني/ يناير الماضي، ليُفرض حظرُ السفر إلى الخارج على الشاعر.

ويعدُّ أحمد تيلِّي الذي وُلد في ولاية تشانكيري عام 1946، من أبرز الشعراء الأتراك المُعاصرين، وله أكثر من 17 مجموعة شعرية. بدأ بنشر قصائده منذ أوائل السبعينيات، وصدرت مجموعته الأولى بعنوان "سنوات الحريق" عام 1979، وأتبعها بالعديد من المجموعات الأُخرى مثل "الحزن يصبح تَمرُّداً"، و"فَسَدَ الماء"، و"ربما أعود مرّة أُخرى". وقد شارك في إصدار العديد من المجلّات الأدبية، وعمل كمحرِّر أدبيٍّ في دُور النشر الكبرى بتركيا، كما حصل على العديد من الجوائز الشعرية، مثل "جائزة عمر فاروق تُبراك" (1980)، و"جائزة البرتقالة الذهبية" (2011). 

ويُعرَف عن تيلِّي انتماؤه اليساري ومواقفه المعارِضة، حيث اعتُقل للمرّة الأُولى عام 1981، وفُصِل من عمله كمُدرِّس في "معهد غازي"، كما اعتُقل للمرّة الثانية عام 1983، بسبب مقالة له حول الشاعر الكردي شيخموس حسن، والمعروف باسم "جكرخوين".

جديرٌ بالذِّكْر أنها ليست المرّة الأُولى التي يتعرّض فيها تيلِّي للمحاكمة، فقبل ثلاث سنوات استيقظ الشاعر على خبر استدعائه للإدلاء بشهادته في مركز الشرطة بالعاصمة التركية أنقرة؛ لاتّهام أحد مُحامِي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له بـ"إهانة الرئيس"، بعد نشر تدوينة مُلفّقة تضمّنت شتائم بذيئة على حسابٍ مُزيَّف يَحمل اسم الشاعر وصورته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وقد أعلن الشاعر حينها، من خلال حسابه الشخصي أنه لا علاقة له بالصفحة المذكورة أو بأي صفحة أُخرى تحمل اسمه وصورته غير صفحته الشخصية. وأخيراً تمّت تبرئته من هذه التُّهمة في الثامن من كانون الثاني/ يناير 2021.

ومثلما تضامن عدد كبير من الشعراء والكُتَّاب والمثقّفين الأتراك مع الشاعر أحمد تيلِّي في التُّهمة الأولى، تضامَن أيضاً عددٌ كبير منهم، اليوم، بعد اتهامه بـ"الترويج لتنظيم إرهابي"، ومن بينهم: الشاعر حيدر آر أوغلو، والشاعرة ثريا فليز، والشاعر طغرل كسكين، والشاعر متين جلال، والشاعر جينك جوندوغدو، ودشَّنوا حملة تضامنٍ كبيرة معه على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا وَسْم "أحمد تيلِّي ليس وحده"، مُعتبرِين هذه التُّهمة مُسيَّسة تماماً مثل سابقتها، وأنها تتعلَّق أيضاً بتاريخ الشاعر اليساري المعارِض.  

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون