أحمد بن عيسى.. ستّون سنةً على خشبة المسرح

21 مايو 2022
بن عيسى في عرض بـ"مسرح وهران"، 2016 (تصوير: نورا زاير)
+ الخط -

لعلّه كان أحدَ أكثر الوجوه السينمائية والمسرحية، من جيله، ظهوراً على الشاشتَين الكبيرة والصغيرة معاً، ووقوفاً على الخشبة. حتّى وهو يتجاوَز عتبة الثامنة والخمسين قبل قرابة شهرين، كان في جعبة الفنّان الجزائري الراحل أحمد بن عيسى (1944 - 2022)، دائماً، المزيدُ ممّا يُقدّمه للفنّ الذي قضى فيه أكثر من خمسين عاماً. وكانَ آخرُ ما قدّمه فيلمٌ سينمائي مع المخرج الفرنسي كليمون كوجيتور بعنوان "القطرة الذهبية" (2022)؛ وهو الفيلم الذي شارك في الدورة الحالية من "مهرجان كان" السينمائي بفرنسا؛ حيث داهمته وعكةٌ صحّية أنهت مسيرته الطويلة أمس الجمعة.

بدأت تلك المسيرة من الفنّ الرابع عام 1964؛ حيث شارك في عروض مسرحية في مدينتَي الجزائر - مسقط رأسه - ووهران، مع أسماء بارزة في هذا المجال: كاتب ياسين، ومحمد بودية، وعز الدين مجّوبي، وامّحمد بن قطّاف، وصونيا، قبل أن يتولّى في، منتصف التسعينيّات، إدارة المسرح الجهوي لمدينة سيدي بلعبّاس في الغرب الجزائري.

ومثلما شارك في العشرات من الأعمال المسرحية، كانت لبن عيسى – بحضوره الكاريزمي وصوته الجهوري – مشاركاتٌ مستمرّة في العشرات من الأفلام السينمائية؛ مع الجيل القديم من مُخرجي السينما الجزائري من أمثال عبد الرحمن بوقرموح (كحلة وبيضا)، وسيد علي مازيف (ليلى والأُخريات)، ومرزاق علواش (نورمال، وحرّاقة)، وأحمد راشدي (مصطفى بن بولعيد، وكريم بلقاسم)، ووصولاً إلى مُخرجي الجيل الجديد؛ رشيد بوشارب (خارجون عن القانون)، ثمّ مع المخرجين الشباب؛ مونيا مدُّور (بابييشا)، وعمّار سي فوضيل (دم الذئاب).

وإلى جانب تلك الأفلام، شارك بن عيسى أيضاً في عدد غير قليل من الأفلام الفرنسية؛ مثل "هواة السينما" لـ لوران جيرمان موري، و"عقيدي" لـ لوران هيربيت، و"أبواب الشمس" لـ جان مارك مينيو، و"الأراضي" و"الإخوة الأعداء" لـ ديفيد أويلهوفن.

هذا الحضور الكثيف في السينما، ومثله في التلفزيون، لم يكُن سبباً في قطع صلته بخشبة المسرح التي ظلّ قريباً منها إلى غاية رحيله، وهو الذي كان قد أطلق، قبل سنوات، مشروعاً بعنوان "نجمة"، بهدف تقريب المسرحيّين الشباب من نصوص كاتب ياسين، من خلال الاشتغال عليها بلهجة عامّية يفهمها الجميع.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون