منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزّة قبل ثلاثة أشهر، والساحةُ التركية على اختلاف مستوياتها الشعبيّة والثقافية والفنّية تشهد حراكاً داعماً للقضيّة الفلسطينية، ومُندّداً بجرائم الإبادة الجماعية. وضمن هذا السياق، افتُتح في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، في ميدان تقسيم بإسطنبول، معرضٌ بعنوان "أحلام مضادّة للرصاص.. معرض رسّامي أطفال غزّة"، والذي يتواصل حتى نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري.
يجذب المعرض التفاعُلي زوّاراً من مختلف مناطق البلاد، حيث يُشكّل صوراً جداريّة إلكترونية كبيرة مأخوذة من رسمات نفّذها أطفالٌ من غزّة، ويُضيء من خلالها المأساة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، في ظلّ استمرار الإبادة الإسرائيلية بحقّ المدنيّين، ويحاول لفت الانتباه العالمي من خلال عيون الأطفال.
وحسب المنظّمين، فإنّ المعرض يهدف إلى رفع مستوى الوعي في المجتمع الدولي من خلال الفنّ، ونقل مشاعر وصدمات وآلام وظروف الأطفال الصعبة الذين يعيشون ويختبرون العدوان الصهيوني.
يتضمّن المعرض، المُقام على مساحة 1350 متراً مربّعاً، مجموعة مُختارة من 266 عملاً فنّياً رسمها أطفال من غزّة، استشهد بعضهم لاحقاً جرّاء العدوانات الإسرائيلية المُتكرّرة، كما يتضمّن جناحاً خاصّاً بالصحافيّين والأطباء الذين استُشهدوا خلال العدوان الأخير.
والمعرض مشروع بدأه الصحافي التركي عبد الله آيتكين، مُستلهماً إيّاه من صورة رسمتها طفلة غزّية تُدعى منى، وكان عمرها ستّة أعوام حين شهدت استشهاد والدتها بعد إصابتها بصاروخ إسرائيلي، ثم استشهاد 26 شخصاً من عائلتها خلال العدوان الذي وقع أواخر عام 2008 واستمرّ حتى الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير 2009.