في 2019، أصدر "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين"، كتاب "يوميات أكرم زعيتر: سنوات الأزمة 1967 - 1970"، وهو جزء من يوميات المناضل الفلسطيني الأردني وثّق فيه سنوات الأزمة الممتدّة بين هزيمة حزيران وصدامات أيلول بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين. وقد أعدّ العمل، الذي صدر بعد مرور قرابة نصف قرن على الأحداث التي يتناولها، الباحث معين طاهر بالاشتراك مع نافذ أبو حسنة وهبة أمارة.
يعود "المركز العربي" إلى يوميات زعيتر مجدَّداً، ليجمعها في كتابٍ من جزأين صدر حديثاً بعنوان "يوميات أكرم زعيتر: آمال الوحدة وآلام الانقسام (1949 - 1965)".
يتضمّن الجزء الأول تسعة فصول يدوّن فيها زعيتر يومياته بين عامي 1949 و1961، من وقائع ما بعد نكبة فلسطين عام 1948، وسعيه الدؤوب إلى تحقيق الوحدة السورية - العراقية، ومن ثم محاولاته لتحقيق الوحدة العراقية - الأردنية، مستعرضًا أبرز الأحداث التي وقعت خلالها انقلابات عسكرية، وثورات، ومقاومة الأحلاف العسكرية الاستعمارية، والوحدة المصرية - السورية، وصولًا إلى تخلّيه عن الجنسية السورية، والتحاقه بالعمل العام في الأردن ضمن الوفد الأردني في الأمم المتحدة عام 1961.
تسعة فصول يدوّن فيها زعيتر يومياته بين عامي 1949 و1961
يتناول زعيتر أحداث، في الفصل الأول، "عام 1949"، ذلك العام من مداولات مع شكري القوتلي، وموقف الأخير من مشروع الدولة الفلسطينية، وفكرة توحيد القُطرين العراقي والسوري، واللقاء مع فارس الخوري، واغتيال حسن البنا، وحادثة باخرة السلاح الضائعة، وانقلاب حسني الزعيم، والاتهام في مؤامرة الألغام، ثم مداولات اتحاد القُطرين العراقي والسوري، وتعيين عادل أرسلان وزيرًا، وقبول "إسرائيل" عضوًا في هيئة الأمم المتحدة، والمضبطة النيابية لتأييد وحدة القُطرين، واللقاءات في القاهرة عن فلسطين واتحاد القُطرين، ومفاوضات الهدنة، وتعيينه مستشارًا للوفد السوري في جامعة الدول العربية، ومعارضة الحاج أمين الحسيني للوحدة بين سورية والعراق، وقرار تدويل القدس، والانقلاب الثالث في سورية.
وفي الفصل الثاني، "عام 1951"، يتذكر لقاءه مع الأمير فيصل بن عبد العزيز، ولقاءه مع شكري القوتلي في مصر مجددًا، ومحادثات اتحاد العراق والأردن، وتكليفه مهمة في العراق، وهجرة يهود العراق إلى فلسطين، وتتويج طلال ملكًا للأردن، ورأي توفيق أبو الهدى في الاتحاد.
وفي الفصل الثالث، "عام 1953"، يتحدث عن التعويضات الألمانية لـ "إسرائيل"، وتراجع مصر عن مقاطعة ألمانيا، واللقاء مع أديب الشيشكلي، وضعف الجيش العراقي، واللقاء مع الملك فيصل الثاني.
وفي الفصل الرابع، "عام 1956"، يتذكر زعيتر التظاهرات في الأردن، وإعلان الدستور المصري، وطرد رشيد عالي الكيلاني، والمواقف العربية من تأميم قناة السويس، وتوجه فرقة عراقية إلى الأردن، وعرقلة نوري السعيد، ثم العدوان الثلاثي على مصر.
وفي الفصل الخامس، "عام 1957"، يتناول المحاكمات العسكرية في دمشق، ووضع الأردن في أثناء العدوان الثلاثي على مصر، والمطالبة باستقالة نوري السعيد، والمعونة العربية للأردن بدل البريطانية، واللقاء مع صلاح البيطار، ورفض دعوة القوتلي، وإقالة الوزارة الأردنية، وتفتيش بيته في نابلس، وسحب المجموعة السورية، ورد معاملة التخلي عن الجنسية السورية، والعرض الحكومي الذي تلقّاه، واللقاء مع الملك حسين.
وفي الفصل السادس، "عام 1958"، يتذكر زعيتر وجوده في محكمة المهداوي، والخطاب الذي أغضب الملك. وفي الفصل السابع، "عام 1959"، يتحدث زعيتر عن الوساطة اللبنانية بين مصر والأردن، ومحاكمة رشيد عالي الكيلاني، والوفد الجزائري في عمّان، وانتخابات الاتحاد القومي في سورية، وذكرى ثورة الجزائر، وأحداث العراق، وتحذير عدنان مندريس لنوري السعيد، وتطلعات الحسين في سورية والعراق، وخلاف المفتي مع القاهرة.
يتضمن الكتاب جزءاً ثانياً يغطي الفترة بين 1962 و1965
وفي الفصل الثامن، "عام 1960"، يتكلم زعيتر على محاولة التدخّل التركي - الإيراني في العراق، واللقاء مع نواف بن عبد العزيز، والهجوم من "صوت العرب". وعن محاولة التدخل في العراق.
وفي الفصل التاسع والأخير، "عام 1961"، يتناول زعيتر ما حدث في الأمم المتحدة من خلاف على انضمام الكويت وموريتانيا، والخطاب الأول في الأمم المتحدة، ومشروع جونسون ولجنة التوفيق، والتمييز العنصري بين جنوب أفريقيا وإسرائيل، وقضايا فلسطين والجزائر وعُمان، ومناقشة تقرير جونسون، والاجتماع العربي - اللاتيني، واجتماع للوفود العربية لمناقشة مقترح بالتفاوض، وخطابه في الأمم المتحدة.
جديرٌ بالذكر أن الكتاب يتضمن أيضاً جزءاً ثانياً يغطي الفترة بين 1962 و1965.