"هيرقليطس": مع قارئ القرن الحادي والعشرين

24 ابريل 2022
من لوحة لـ فرانسيس بيكابيا
+ الخط -

في الكتابات الفكرية خلال السنتين الأخيرتين في فرنسا، يمكن أن نلاحظ انشغالاً متزايداً بالفلاسفة القدامى، وهو ما يتجّلى في أعمال مارسيل كونش وأندريه كونت سبونفيل وميشيل أونفري على سبيل المثال، فهل الأحداث العالمية الكبرى التي وقعت خلال هذه الفترة، مثل الجائحة أو الحرب الروسية على أوكرانيا، هي التي دفعت بالمفكرين للعودة بعيداً في التاريخ؟

يهتم الباحث الفرنسي جان فرانسوا برادو (1969) بالفلسفة القديمة؛ فقد أنجز حولها الكثير من المؤلفات، ومنها كتابه الأخير الذي خصصه للفيلسوف اليوناني هيرقليطس، وهو عمل صدر منذ أيام عن "منشورات سير".

يشير برادو إلى أن هيرقليطس بقي أحد الفلاسفة الأقل حظوة في العصور الحديثة بسبب أن كتاباته تبعثرت وما بقي منها لا يشكّل منظومة فكرية متكاملة تجيب بشكل واضح على قضايا يطرحها العالم على الفكر البشري، لكن مقترح كتاب برادو هو أنه يمكن بناء فكر متكامل من الشذرات المتبقية.

يقدّم المؤلف عبر هذا الكتاب ما يشبه المعجم لمفاهيم طرحها هيرقليطس، ويمكن أن تأخذ موقعاً في الأدبيات الفكرية اليوم، مفاهيم مثل: الحركة المستمرة، وصراع الأكوان، ووحدة الأضداد.

هيرقليطس

هذه النزعة المعجمية ليست غريبة عن برادو، والذي سبق أن وضع معجمين لأفلاطون، صدر الأول في عام 1998 وكان معجماً مبسطاً بعنوان "كلمات أفلاطون"، أما الثاني فقد صدر عام 2007 بعنوان "قاموس أفلاطون" (بالاشتراك مع لود بريسون) وهو أحد أبرز المراجع الفرنسية حول الفيلسوف الأغريقي.

المساهمون