حظي المشهد التشكيلي في العراق بتنظير قام به عدد من الفنانين منذ خمسينيات القرن الماضي بموازاة حركة نشطة سعت إلى تكريس الحداثة الفنية التي توظّف موروثاً بصرياً يمتدّ لمئات السنين، ورغم هذه الفاعلية إلا أن الحروب والأوضاع الأمنية التي تعرّضت لها لبلاد حالت دون إقامة مشاريع تضيء على نتاج عقود من الإبداع.
يعدّ "المتحف الوطني للفن الحديث" في بغداد مثالاً حيّاً في هذا السياق، حيث تأسّس عام 1962 وضمّ حوالي سبعة آلاف عمل تمثّل مختلف التيارات والتجارب؛ مثل حافظ الدروبي، وعطا صبري، وعيسى حنا، وجواد سليم، وفائق حسن، وإسماعيل الشيخلي، لكنه أغلق بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، وأعيد افتتاحه منذ خمسة أعوام لكنه لا يستقبل الزوّار مطلقاً.
مؤخراً، أُطلقت "موسوعة الفن العراقي الحديث" وهي تتضمّن عرض سلسلة معارض افتراضية تبث بشكل مباشر يومياً لمدة ساعتين على منصّات وزارة الثقافة العراقية الإلكترونية، حيث يضمّ كل معرض حوالي سبعة عشر عملاً لفنان واحد، ويصل قريباً مجموع المعارض الرقمية إلى مئة.
تطرح المبادرة أسئلة حول طبيعة اختيار الأسماء المشاركة لعرضها ضمن الموسوعة، حيث يبدو أن معظمها ينتمي إلى فناني الداخل، بينما تقّل مشاركات الفنانين العراقيين في المنافي والذين تُعتبر تجاربهم أكثر تطوّراً وانتشاراً.
يشير المنظّمون إلى أن الخطوة التي أطلقتها دائرة العلاقات للتوثيق الافتراضي للفن العراقي الحديث في الوزارة، تهدف لجعل هذا الفن متاحاً للعالم "من أجل الإطلاع على أصالته وتنوّعه". وكانت الوزارة بدأت منذ بداية جائحة كورونا بنشر أعمال الفنانين العراقيين افتراضياً.
وقد اشتلمت هذه المعارض على العديد من الأسماء منها جواد الجواد، وعلاء البلداوي، وسامي داودي، وبشير أحمد، وكاظم أبو مدين، وسعد مبارك، وسند فؤاد، ومصطفى ياسين، وإيمان الطائي، ولميعة الجواري، وعياض عبد الرحمن، صالح مهدي، وفرهاد بيبو، ووسام جزي، وعادل جبار، وسوسن عبد الحميد، ومحمد خالد، وأصيل داود، وزينة الأسدي، ونبيل الركابي، وقيس الكسار وعبد الكريم الكعبي، وحيدر الياسري، ونسيم فاضل الحسيني، ورجاء غالي، وواثق كاظم خليل، ومثنى البهرزي، وفيحاء نهاد آل آغا.