على الرغم من أن النجاحات الفنية للمؤلف الموسيقي النمساوي، أمادوس فولغانغ موتسارت (1756 - 1791)، قد امتدّت على مجمل مراحل حياته إلا أن فترة صباه ظلّت تمثّل المنطقة الأكثر إثارة في مسيرته، فمن المعروف أن موتسارت أتقن العزف عل البيانو في الثلاثة من عمره حتى قبل أن يتعلّم الكتابة والقراءة.
عن هذه الفترة من حياة الموسيقار، تقدّم الباحثة في العلوم الموسيقية، صوفي غايو ميزكا، محاضرة بعنوان "القصة العجيبة لموتسارت الصغير" عبر منصة "كونفيرنسيا"، بدايةً من الرابعة والنصف (بتوقيت فرنسا) من مساء يوم غد الأحد.
تُحاول المحاضرة، كما يشير تقديمها، إلى نزع الجانب الأسطوري حول موتسارت الطفل، حيث تستند الباحثة إلى الوثائق الرسمية للبلاطات والقصور الأرستقراطية لفهم عبقريته المبكرة. وكانت الباحثة قد سبق لها أن شاركت في إنجاز فيلم وثائقي حول السنوات الأولى من حياة موتسارت.
من جانب، آخر تدرس غايو ميزكا أثر "أسطورة العبقرية المبكّرة" على تاريخ الفنون السمعية، ومن المعلوم أن موهبة موتسارت كانت سبباً في تحريك الكثير من الرهانات، لعلّ أشهرها حلم والد بيتهوفن أن يكون ابنه مثل موتسارت فيحظى برعاية أباطرة النمسا، لكن بيتهوفن رغم موهبته لم يستطع أن يظاهي موتسارت في سنواته المبكرة، وهو ما أنتج احتقاناً في علاقة الوالد بابنه.
يشير التقديم إلى أن المحاضرة ليست موجّهة إلى الكهول وحدهم، حيث أنها تتناول طفولة الموسيقار النمساوي، وهي بذلك موجّهة في جانب منها إلى الأطفال. وهذه النقطة تشير إلى منطق تسويق جديد بات يحكم المحاضرات الافتراضية؛ حيث أنها باتت تحاول الوصول إلى أكبر شرائح ممكنة من الجماهير، وكأنها تريد أن تكون لها نفس الكفاءة الاتصالية لوسائل الإعلام الجماهيري.