خلال العام الماضي، انعقد "مهرجان نواة" مرّتين في تونس العاصمة، أُولاهما ــ في نيسان/ أبريل 2021 ــ كانت نسخته التجريبية، التي تمحورت حول مسألة الاحتجاجات الشعبية، وثانيهما، في كانون الأول/ ديسمبر، النسخة الرسمية الأولى من المهرجان، والتي شملت جلسات نقاش وحفلات ومعارض فنّية.
المهرجان ــ الذي تنظّمه منصّة "نواة" لصحافة المواطن والصحافة البديلة ــ عاد أمس الخميس في نسخته الثانية، التي تستمرّ حتى بعد غد الأحد، والتي اختار المنظّمون مسائل الإعلام، والفصل العُنصري، والحدود، والهجرة عناوين عريضة لها تندرج تحتها نشاطات المهرجان التي تراوح بين العروض (صور وأفلام) وحلقات نقاش.
ويُقَدَّم، عند السادسة من مساء اليوم في موقع المهرجان بالبلفيدير، العرض الأوّل من فيلم "متلازمة تونس" لهيثم سكوحي، فيما شهد يوم أمس، الافتتاحي، إطلاقاً لمعرض فوتوغرافي بعنوان "خارجة الشبكة" للمصور البريطاني كالوم فرانسيس هيو، الذي يتابع تأثير التغيّرات المناخية على نمط حياة ساكني صحراء الجنوب الغربي في تونس. كما قُدّم أمس عرضٌ للفيلم الوثائقي "143، شارع الصحراء" للمخرج الجزائري حسان فرحاني.
وعلى برنامج الغد عرضٌ للفيلم الروائي "مئتا متر" للمخرج الفلسطيني أمين نايفة (الرابعة عصراً)، والذي يدور حول قصّة عائلة فلسطينية فرّق شملها جدار الفصل العنصري الصهيوني، حيث تفصل بين الأب، مصطفى، وابنه الذي أُدخل المستشفى، وكذلك زوجته، مسافة لا تزيد عن 200 متر، لكنّه رغم ذلك لا يستطيع الوصول إليهما سريعاً، بل عليه قطع أكثر من 200 كيلومتر للالتحاق بهما.
كما تُقام غداً حلقتا نقاش بدءاً من السادسة مساءً حول موضوعين، هُما: "الفاعلون الإعلاميون الجدد: صحافة أم صناعة محتوى؟"، و"الانتكاسات من بيروت إلى تونس… ماذا بعد؟". وتتساءل جلستا النقاش هاتين عن أوضاع الإعلام في تونس ولبنان، باعتبارهما مثالاً عن البلدان العربية التي تشهد مبادرات صحافية جديدة، لكنّها تعاني في الوقت نفسه من تضييق الحرّيات.
ويشمل برنامج اليوم الختامي، الأحد، فعاليتين، تتمثّلان في عرض لفيلم "زنقة كونتاكت" للمخرج المغربي إسماعيل العراقي (الرابعة عصراً)، فيما تُختتم هذه النسخة من المهرجان بحفل يقدّمه مغنّي الهيب هوب التونسي "ألفا" بدءاً من الثامنة مساءً.